تشكل الفضاءات الشاطئية بإقليم الفحص أنجرة، من بين الوجهات السياحية التي يقصدها الزوار المغاربة وغيرهم من الباحثين عن الاصطياف في مياه البحر المتوسطي تحت أشعة الشمس المعتدلة المميزة للمنطقة. ولعل أكثر ما يميز شواطئ هذه المنطقة المتواجدة بالضواحي الشرقية لمدينة طنجة، مياهها الصافية وتيارتها الضعيفة ورمالها الذهبية، ما يشكل عوامل جذب طبيعية للسياح والباحثين عن متعة الاستجمام والاسترخاء، وهو ما دفع البعض إلى توصيفها ب"ريفيرا"، وهي لفظة تشير عادة إلى الشاطئ الساحر والمناطق الساحلية المميزة على جانب البحر أو النهر. يمتد الشريط الساحلي لإقليم الفحص أنجرة على طول حوالي 53 كيلومتر عبر الطريق الوطنية رقم 16 المعروفة بالطريق الساحلية، يبتدئ من منطقة سيدي قنقوش بجماعة القصر الصغير إلى حدود منطقة واد المرسى بجماعة قصر المجاز، ويضم مجموعة من الشواطئ ذات المناظر الخلابة برمال ذهبية لهواة السباحة وصخور بحرية ترضي فضول هواة الغوص. ويمكن الإشارة هنا إلى شواطئ سيدي قنقوش، وواد ليان، والديكي، والزرارع، والقصر الصغير، والدالية، وواد المرسى. وهي فضاءات شاطئية تشكل نقاطا من شريط ساحلي يبدو من خلاله البحر كأنه "زقاق ماء"، كما وصفه يوما القنصل الإسباني السابق في طنجة، وجبال الجنوب الإسباني تبدو كما لو أنها ضفة على الجانب الآخر من الوادي. ورغم أن هذه الشواطئ، تستقطب أعدادا كبيرة من المصطافين خلال فصل الصيف، كما تشهد على ذلك حالة الاختناق المروري اليومية التي تعرفها الطريق المؤدية إليها، إلا أن معظم هذه الفضاءات تعيش حالة من الإهمال وقلة الاهتمام من طرف الجهات المسؤولة، الأمر الذي يعرضها لتراجع جاذبيتها. واللافت في هذا الصدد، هو تراجع عدد الشواطئ التي حازت على شارة "اللواء الأزرق" الذي تمنحه مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، إلى شاطئ واحد فقط، هو شاطئ الدالية، بعد أن كان هذا التتويج يطال خلال سنوات سابقة كلا من شاطئ واد ليان وشاطئ سيدي قنقوش. هذه الفضاءات الشاطئية إذن، تمثل عناصر ثروة طبيعية تتطلب المزيد من الاهتمام والتثمين، وذلك من أجل تعزيز مكانة هذا الإقليم الذي يحتضن مشاريع مهيكلة عملاقة، باعتباره قاطرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في المملكة.