ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي ولازالت بشكل ملحوظ، في إنشاء وتجسيد الأعمال والمبادرات التطوعية، تزامنا مع شهر رمضان وعيد الفطر الكريمين، هذا العمل التطوعي الذي يعزز العلاقات المجتمعية ويساهم في تنمية الأفراد والجماعة. وباتت مواقع التواصل الاجتماعي المنبر الشبابي الأول والمحرك الرئيسي للأعمال الخيرية، حيث يلجأ العديد من النشطاء المتطوعين، سواء عبر مبادرات فردية أو تحت لواء إطارات جمعوية، إلى هذه الوسائط التواصلية، التي تسهل عمليّةَ التواصُل مع المتبرعّين أو الراغبين في المساهمة في المبادرة، وإخبارهم بأنشطة الجمعيات الخيرية، ومن ثمَّ فتْح قنواتٍ لجمْع التبرّعات أو المشاركات. ويظهر مدى التأثير الإيجابي لهذه الوسائل التواصلية، إثر التجربة الناجحة لتزيين الحواري والأحياء بمدينة طنجة، التي أعطت زخما منقطع النظير، والذي تجلى في منافسة شريفة عبر موقع "الفايسبوك"، كان نتاجها أحياء تميزت برونق و جمال أخاذ. ويبرز ياسين فرجي، وهو ناشط جمعوي بمدينة مرتيل، أن حسه التطوعي، دفعه إلى الانتماء إلى إحدى الجمعيات المدنية، حيث يوجد مقر سكناه، مبرزا أن الأنشطة التي وثقتها منشورات على مواقع "الفيسبوك"، كانت حافزا بالنسبة إليه للانتماء إلى الهيئة الجمعوية المذكورة. ومن ضمن الأنشطة التي جرى الدعوة إليها عبر صفحات "الفيسبوك"، حسب ذات الناشط الجمعوي، كانت هناك مائدة إفطار لفائدة عابري السبيل والطلبة المقيمين بالحي الجامعي بمرتيل، ويضيف ياسين، أن تظافر جهود جميع المتدخلين في هذه المبادرة،جعلها تبدو في أبهى حلة، على شاكلة الإفطار المنزلي، إذ تميزت الأجواء التي صاحبت هذا العمل الخيري الرمضاني، بالتعاون و روح الأخوة حسب قوله. وتعليقا على الموضوع، يرفض الكاتب والإعلامي عبد الواحد استيتو، الحديث عن مواقع التواصل الاجتماعي كمستجد في الحياة اليومية باعتبار ذلك أصبح من الماضي، مشددا ضمن حديث لجريدة طنجة 24 الإلكترونية، على ضرورة "تجاوز مسألة الحديث عن وسائل التواصل كمستجدّ في حياتنا.". وبالنسبة للمبادرات التطوعية التي يتم القيام بها انطلاقا من هذه الوسائط، فيسجل استيتو، أن أغلب من يقوم بهذه المباردات هم شباب يمتلكون من الحماس والنية الطيبة الكثير، لكن للأسف يصطدمون بالعقبة الأزلية: المادة. فحتى العمل الخيري يتطلب الكثير منها، إضافة إلى التعاون المشترك طبعا. لكن الحماس والنية الطيبة، في نظر عبد الواحد استيتو، غير كافيان في ظل غياب الإمكانيات لتحقيق الأفكار والمشاريع التطوعية. وقدم مثالا على ذلك بمئات وآلاف ىالمبادرات التي ظهرت على فيسبوك لكنها لم تدم واختفت مع أصحابها، مثلما هو الأمر مع تجربة شخصية له، ويتعلق الأمر بفكرة "حركة واحدة تكفي". وفكرة "حركة واحدة تكفي"، هي عبارة عن فكرة تطوعية أطلقها ثلة من شباب مقاطعة السواني بمدينة طنجة، سنة 2013، وتمثلت في حملات لإصلاح المرافق العامة التي تعرضت للتلف، دون ان تتداركها المجالس المنتخبة المكلفة بسييرها، من أجل الصيانة والإصلاح. وإذا كان غياب الإمكانيات المادية، غالبا ما يحكم على مختلف المبادرات التطوعية بالفشل، فإن هناك تجارب تضامنية، حققت نجاحا كبيرا. ويتعلق الأمر بحملة لتقديم ساعدة لشخص واحد أو أسرة ويكون في حالة اضطرار. " فعندها يتلقى المرء تفاعلا فرديا من هذا وذاك، ويكون مفيدا فعلا في أغلب الحالات."، بحسب عبد الواحد استيتو.