ما بين ما هو مسطر في دفتر التحملات الخاص بقطاع النظافة الذي تشرف على تدبيره شركة "تيكميد" للتطهير الصلب بتفويض من الجماعة الحضرية لطنجة التي يترأسها حاليا العمدة فؤاد العماري، و بين ممارسات الشركة الاسبانية في تدبيرها للقطاع، فرق كبير في شتى المستويات. هذا ما أبرزته نشرة صادرة عن رابطة الدفاع عن حقوق المستهلك، حيث أن شركة "تيكميد" لم تلتزم بتعهداتها المنصوص عليها، سواء في ما يتعلق بتوفير المعدات والتجهيزات الضرورية واليد العاملة، أو احترام الآجال والأوقات المخصصة لقيام الشركة بأعمالها.
تيكميد تتسبب في فوضى طرقية عارمة
بسبب عدم احترامها لأوقات قيام مصالح شركة تيكميد بإعمالها المنصوص عليها في دفتر التحملات، فإن حركة السير بعدد من المحاور الطرقية وأزقة المدينة تعرف ارتباكا كبيرا لمدة تتجاوز نصف ساعة لا سيما عند أوقات الذروة، وتتكرر هذه عملية جمع الأزبال في غير الأوقات المخصصة لذلك، أكثر من مرة في اليوم وفي مختلف الأوقات دون مبالاة بمشاعر المواطنين ، ولا تقدير للمسؤلية من طرف القائمين على الشركة، حسب ما أبرزت رابطة الدفاع عن حقوق المستهلك (الصور أسفله).
وتأتي هذه الملاحظة لتبرز خرقا سافرا من الشركة الإسبانية لما هو منصوص عليه في دفتر التحملات، حيث ينص هذا الأخير على أنه يتم تجميع النفايات بكل أشكالها خلال جميع أيام الأسبوع، ما بين الساعة الثامنة ليلا والسادسة صباحا، وذلك فيما يخص الأحياء غير المهيكلة والأحياء المتميزة بطرق ضيقة لولوج السيارات، أما بالنسبة للمواقع ذات الطابع التجاري، تنجز عملية التجميع والتنظيف خلال الليل ما بين التاسعة ليلا والخامسة صباحا.
الأحياء الراقية فقط
إن المتتبع لخدمات الشركة، يسجل أنها تقتصر على تنظيف طنجة الواجهة، وعلى شوارع الأحياء الراقية ،أما باقي المناطق المعزولة والأحياء المهمشة والناقصة التجهيز فلا حظ لها في ذلك ، إذ تتحول بها نقط جمع الأزبال إلى مطارح عشوائية بسبب عدم قيام الشركة بجمع النفايات . فهناك أحياء بكاملها ، ومناطق واسعة لا تتوفر بها صناديق الأزبال، مما يضطر السكان إلى قطع مسافات أجل التخلص من عبء نفاياتهم عند نقطة معزولة مخصصة للجمع العشوائي ، أما النفايات التي تطرح عرضا على الطرقات فتظل مهملة ولا تتلفها إلى بالوعات الواد الحار، وقطعان الماشية التي ترتاع وسط المزابل في الكثير من المناطق ، حي بنكيران، بير الفا ، العوامة ،السانية ،.....
ويذكر السكان في عدد من الجهات أن الشركة غابت كليا عن أحيائهم، ولم تعد تهتم كليا بما يلحقهم من أضرار التلوث والتعفنات، والروائح الكريهة ، والحشرات الضارة كالناموس، والفئران.. ، حيث تظل النفايات مكدسة قرب أبواب المنازل ، وتمتلئ صناديق التجميع من غير أن تخضع للإفراغ لعدة أيام ..
معدات غير كافية.
خلافا لما هو منصوص في الفصل 21 من دفتر التحملات، فإن رابطة الدفاع عن حقوق المستهلك، سجلت نقصا حادا في المعدات الضرورية واليد العاملة لدى مصالح تيكميد، مما أصبح يحول عن قيامها بأعمالها منذ مدة طويلة، علما أنها كانت في البداية تقوم بالكنس الاستعراضي بواسطة الآليات، والوسائل التقليدية في بعض المناطق، كما كانت تقوم نسبيا بغسل الصناديق والطرقات عند بعض النقط الرئيسة وسط المدينة .. ويكاد يقتصر عمل الشركة الآن على إفراغ القمامات، ونقل ما يخف حمله من النفايات إلى المطرح العمومي من أجل إخضاعها للحرق المستمر الذي يفرز الأدخنة والغازات السامة التي تخنق أنفاس المدينة على امتداد 24 ساعة كل يوم، وذلك في الوقت الذي تحصل الشركة على اعتماد خاص من أجل تدبير النفايات في المطرح دون إلحاق الضرر بالمواطنين .