دعا المشاركون في أعمال المؤتمر المتوسطي حول المناخ "ميد كوب"، التي اختتمت أعماله مساء اليوم الثلاثاء، بمدينة طنجة ، إلى تعبئة جماعية من أجل الحد من آثار التغيرات المناخية وفق مبدأ المسؤولية المشتركة. جاء ذلك في البيان الختامي للمؤتمر المنعقد بنسخته الثانية منذ أمس الاثنين بمشاركة أكثر من 2000 شخصية تمثل مسؤولين وخبراء وممثلين عن منظمات المجتمع المدني من دول حوض البحر الأبيض المتوسط. وفي البيان، الذي تلاه رئيس جهة طنجةتطوانالحسيمة، إلياس العماري، أكد المشاركون على ضرورة "تفعيل برامج عمل ملموسة ملائمة لخصوصيات المجالات الترابية بالمحيط المتوسطي، وإيلاء اهتمام خاص للدول النامية، باعتبارها الأكثر هشاشة أمام التغيرات المناخية".. واقترح البيان إدراج مقاربات المتوسط في إطار الأمد الطويل وفي أفق أجندة إيجابية مناخية حقيقية تشرف على تنسيقها هيئة دائمة يكون مقرها في طنجة، وجعل المتوسط فضاء للامتياز يقيم الدليل على أن التخفيف والتكيف مع التغيرات المناخية لا يمثلان إكراها، وإنما يشكلان كذلك رافعة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للأبيض المتوسط. كما أوصى بوضع الأمن الغذائي و التشغيل ومحاربة الفقر والإقصاء، وكذا المساواة بين النساء والرجال، والشباب في صلب كافة الأولويات المناخية. وأعرب رؤساء الجهات والسلطات المحلية للمجالات الترابية بالبحر الأبيض المتوسط، بمعية المقاولين وأصحاب القرار على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والفاعلين في المجتمع المدني والباحثين والتقنيين والخبراء من ضفتي المتوسط عن دعمهم لمجموعة من الأوليات. ومن بين هذه الأولويات، نصت الوثيقة على دعم ائتلاف "الماء والطاقة والأمن الغذائي" في مواجهة التغيرات المناخية، وإزالة انبعاث ثاني أوكسيد الكربون من النقل البحري في الأبيض المتوسط المناخ، وتشجيع التدبير الفعال للموارد من خلال الاستفادة من الفرص المتاحة في مجالات الاقتصاد الدائري، وتدبير النفايات، الإنتاج والاستهلاك المستدامان. و أعرب المشاركون عن التزامهم باقتراح الحلول الضرورية مع العمل على إثراء تلك الالتزامات من خلال القيام بأعمال ملموسة، تكون محددة التاريخ وتتم برمجتها وتقييمها، مع تتبع صارم لتفعيلها. وحسب المنظمين، فإن المؤتمر، جاء في سياق استعدادات المملكة المغربية لاحتضان النسخة الثانية والعشرين لمؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية (كوب 22) نوفمبر/تشرين الثاني المقبل في مدينة مراكش. ويهدف "ميد كوب المناخ"، الذي انعقدت نسخته الأولى بمدينة مرسيليا الفرنسية في يونيو 2015، للتعبير عن صوت المنطقة المتوسطية الكبيرة وخصوصيتها، التي أصبحت تعتبر على نحو متزايد "محورًا مناخيًا"، وإدراج هذا الصوت ضمن أجندة الحلول، مع العمل على ربط تطوير أهداف التنمية المستدامة بتثمين المبادرات المحلية الجيدة. ومن المقرر أن تؤول رئاسة النسخة المقبلة من المؤتمر المتوسطي حول المناخ، إلى إيطاليا، حيث من من المنتظر أن تحتضن محافظة "سيسيليا"، أعمال الدورة الثالثة، على أن تحتضن محافظة "سوسة" في تونس نسخته الرابعة، في موعدين لم يحددا بدقة بعد.