– و م ع: دعا مدير المركز الجهوي للاستثمار بطنجة-تطوان، عمر الشرايبي، أمس الثلاثاء بمدينة البوغاز، المقاولين الألمان إلى الاستفادة الكاملة من الفرص الاستثمارية الهائلة التي توفرها الجهة ، لإعطاء دفعة جديدة للعلاقات بين المغرب وألمانيا في مجال الاعمال. ودعا عمر الشرابي ،في كلمة له بمناسبة انعقاد الدورة الخامسة من المنتدى الاقتصادي المغربي الالماني ،المقاولين الألمان الى مضاعفة استثماراتهم في جهة طنجةتطوان، من أجل تشجيع ودعم الشراكات الناجحة بين الطرفين واعطاء دينامية جديدة للعلاقات الاقتصادية البينية. واعتبر ان حجم المبادلات التجارية بين المغرب وألمانيا لا يرقى الى مستوى تطلعات البلدين ، مشيرا إلى أن هذه المبادلات لم تمثل سوى 11ر4 بالمائة من حجم مبادلات المغرب خلال 2013 ،اي ما يعادل 2 مليار أورو ، في حين تبقى دول مثل فرنسا واسبانيا الشريكين التجاريين الرئيسيين للمملكة بنسبة تقارب نحو 16 بالمائة . واكد الشرايبي أن هذا اللقاء ينعقد في مرحلة مهمة تعيشها مدينة طنجة، التي مافتئت تعمل جاهدة لتحسين موقعها كمدينة عالمية كبرى، من خلال برنامج "طنجة الكبرى " الذي وفر لانجازه غلاف مالي يقدر بنحو مليار دولار ، وهو مكرس لتجويد البنيات التحتية وتعزيز جاذبية المدينة لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة. وفي هذا السياق، قال عمر الشرايبي أن جهة طنجةتطوان شهدت إطلاق العديد من الأوراش ، لتوفير بنيات تحتية وتجهيزات لوجستية هامة ، بما في ذلك انشاء خط سككي للقطار الفائق السرعة يربط طنجة بالدار البيضاء وموقع مصنع رونو بطنجة، مشيرا، في هذا الصدد، الى أن المنطقة تعد حاليا ثاني أكبر قطب صناعي بالمملكة، بفضل توسع ونمو المناطق الصناعية المجهزة ، وتوفير امتيازات ضريبية وجمركية مهمة ، وفضاءات وتجهيزات لوجستيكية وازنة ،اضافة الى عامل القرب من السوق الأوروبية. وأبرز الدور الذي يضطلع به مركب ميناء طنجة المتوسط في تنمية الاقتصاد الجهوي ، كمنصة هامة للمبادلات التجارية الدولية الناجحة، مشيرا الى أن مدينة تطوان، الموجهة نحو الأعمال التجارية، ستتبوأ في السنوات القليلة القادمة بفضل مشروع تطوان شور، موقعا مركزيا في مجال مهن الخدمات عن بعد "الأوفشورينغ ". واستعرض عمر الشرايبي بالمناسبة الإنجازات التي حققها المركز الجهوي للاستثمار لاستقطاب وتشجيع رؤوس الاموال للاستثمار بالمنطقة عبر تقليص مدة إنشاء الشركات إلى 48 ساعة فقط ، وتسهيل الإجراءات الخاصة بمعالجة ملفات الاستثمار والمساهمة في دعم جهود المقاولات المغربية لتحسين قدراتها التنافسية، مؤكدا استعداد المركز لمواكبة جهود الجمعية الاورومتوسطية للتعاون والتنمية لدعم العلاقات الاستثمارية بين المقاولين المغاربة ونظرائهم الألمان و تعزيز العلاقات الاقتصادية البينية ، في المجالات ذات الاهتمام المشترك. ومن جهته، قال رئيس جمعية الأورومتوسطية للتعاون والتنمية كريستيان وولف، إن المغرب يعد شريكا مهما لألمانيا، باعتبار موقع المملكة الاستراتيجي وقربها من أوروبا ،اضافة الى الاستقرار والامكانيات والمؤهلات الاقتصادية المتميزة التي يتوفر عليها المغرب . واعرب في هذا السياق عن استعداد المقاولين الألمان الى عقد شراكات بصيغة "رابح رابح " مع نظرائهم المغاربة في المجالات الواعدة والتي لها قيمة مضافة في كلا البلدين. ومن جانبه، ركز رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات بطنجة، عمر مورو، على تميز العلاقات السياسية والثقافية والتكامل الاقتصادي بين البلدين في مختلف المجالات، والتي تشكل ارضية خصبة لدعم تنمية وتنويع التعاون التجاري بين البلدين. واشار عمر مورو في المقابل إلى أن الاستثمارات الألمانية المباشرة في المغرب لم تتجاوز 118 مليون أورو في عام 2013، وهو ما يمثل 6 بالمائة فقط من حجم الاستثمارات الألمانية في افريقيا الشمالية، داعيا الفعاليات الاقتصادية الألمانية الى تقوية تعاونهم مع نظرائهم المغاربة في القطاعات الحيوية، كقطاع الالبسة الجاهزة والأسلاك والأحذية والمواد الغذائية والسيارات والطاقة المتجددة. واضاف أن المنتوجات الألمانية تحظى في المغرب بتقدير خاص ، بما في ذلك السيارات والشاحنات، ومختلف الأدوات والآلات المنزلية، حاثا المنعشين الاقتصاديين الألمان على الاستفادة من هذه الثقة و المؤهلات التي تزخر بها المنطقة الشمالية من المملكة . وتميزت فعاليات المنتدى الاقتصادي المغربي الالماني في دورته الخامسة ، المنظمة من طرف غرفة التجارة والصناعة والخدمات لطنجة بتعاون مع المركز الجهوي للاستثمار والجمعية الاورومتوسطية للتعاون والتنمية تحت شعار "معا من اجل تعزيز العلاقات الاقتصادية "،بحضور ومشاركة وفد ألماني رفيع يتكون من نحو 40 شخصية اقتصادية وسياسية. ويتضمن برنامج المنتدى لقاءات ثنائية بين رجال الاعمال الالمان ونظرائهم المغاربة ، من أجل تكثيف امكانيات الشراكة مع المقاولات الالمانية ،التي تسعى الى الاستثمار بالمنطقة ، خاصة في قطاعات الطيران والهندسة والنقل والخدمات اللوجيستية والسياحة والبناء والصحة وخدمات التصدير والاستيراد ، وكذا في قطاعات الطاقة والنفايات والبنيات التحتية والصناعة الميكانيكية والصناعة الغذائية ومجال الاستشارات. كما يتضمن برنامج الفعالية زيارات مؤطرة للوفد الالماني للمشاريع المهيكلة الكبرى التي تتواجد بجهة طنجةتطوان، أو تلك التي توجد في طور الإنجاز وميناء طنجةالمدينة وميناء طنجة المتوسط والمنطقة الصناعية الحرة. وتندرج هذه الدورة في اطار تنشيط العلاقات الاقتصادية ، وكذا في إطار انعاش مشاريع التعاون وتبادل الخبرات بين رجال الاعمال والمستثمرين من البلدين ، وتنمية الشراكات الاقتصادية البينية.