– محسن الصمدي : "مصائب قوم عند قوم فوائد".. هذه القولة الشهيرة والمتداولة بين الجميع هي أبلغ تعبير عن واقع العمال المشتغلين بمصنع شركة رونو بمدينة ميوفيني الرومانية، والذين من المتوقع أن يتم تجميد نشاطهم وتحويله نحو مدينة طنجة، نظرا لتصاعد حدة التوتر بين هذه الفئة ومشغليها. ويأتي هذا الخلاف بسبب مطالب نقابة عمال المصنع بزيادة رواتبهم الشهرية وتحسين ظروف عملهم عبر إدخال تعديلات على مدونة الشغل بالبلاد وبالتالي معالجة المشاكل المرتبطة بالعقود غير محددة الأجل، هذا بالإضافة إلى التخوف الكبير من غياب التنافسية في ظل إعتماد إدارة الشركة على مصنع طنجة ومضاعفة قدرته الإنتاجية عبر إنشاء وحدات جديدة. ويتوقع خبراء إقتصاديون، أن تقوم الشركة بالإستغناء نهائيا عن مصنعها برومانيا في المستقبل، خصوصا أن عماله يتقاضون أزيد من 500 أورو في الشهر مقابل 250 أورو بالنسبة للعمال بمدينة طنجة، وهذا ما سيدفع الإدارة إلى التوجه بشكل تدريجي إلى الإعتماد على فرعها في البوغاز الذي حقق أرقاما قياسية في السنوات القليلة الماضية، نظرا لقربه الكبير من العاصمة الأوروبية، ما سيخول له الإنفتاح على مختلف الأسواق العالمية في القارتين الإفريقية والأوروبية. وكان ترايان باسيسكو، رئيس جمهورية رومانيا، قد شن سابقا هجوما حادا على حكومة بلاده معتبرا أنها لا تتهم بمصلحة البلاد، وذلك بعد تخلي شركة رونو عن مصنعها في منطقة بيتستي الرومانية، نظرا لرفض الحكومة إنهاء مشروع طريق سيار في هذه الجهة، وإعطائها الأسبقية لمشروع قرب العاصمة بوخاريست، وهو الأمر الذي صب في مصلحة طنجة، التي تكفلت بإنتاج ما كان المصنع المقفل يقوم بإنتاجه.