شكل نزول فريق اللإتحاد الرياضي البلدي لآيت ملول في نهاية الموسم الحالي لقسم الهواة ضربة قاصمة ليس فقط بالنسبة لمدينة آيت ملول التي تعتبر بمثابة مركز صناعي وفلاحي وتجاري جد هام بالنسبة لسوس، بل بالنسبة للمنطقة ككل التي افتقدت منذ مواسم قليلة فريق شباب هوارة، وها هي اليوم تفتقد رقما أساسيا بنزول "اليوسمام" الذي تكالبت مجموعة من الظروف والأسباب لتجعله يفقد موقعه ضمن أندية النخبة الثانية وهو النادي المنظم والذي له مؤِهلات وكدا ممتلكات ومقدرات لا تمتلكها أندية أخرى بما فيها بعض أندية القسم الوطني الأول "برو". فما الذي حدث للنادي الملولي؟. الذي حدث له هو أنه خلال الموسمين الأخيرين كان في حالة ترحال دائم بين ملاعب الفرق الجارة إنزكان والدشيرة. فقد حرم النادي بمختلف فئاته من الاستفادة من الملعب البلدي الذي خضع لإصلاح طال واستطال، إصلاح يتحمل في "جرجرته" المجلس البلدي الحالي جزءا وافرا من المسؤولية. وبسبب هذا المشكل كان الفريق يعيش في حالة عدم استقرار دائم. وهذه الحالة لم يعاني منها فريق فريق الكبارلوحده، بل كل الفئات التي كانت تتدرب أحيانا في وضعيات سوريالية. وقد كان للجانب التقني كذلك تأثيره على وضعية الفريق. فاستقالة مدربه عبد الإله صابر التي جاءت في الدورات الأخيرة زادت من تأزيم الأمور داخل فريق أصبح فيه اللاعبون هم الذين يوجهون المدرب ويؤثرون على خطاباته وقراراته إلى أن افتقد ذات يوم القدرة والسلطة على توجيه السفينة، فكان أن طالب بإعفائه، وقد ترك هذا الإعفاء فراغا تقنيا لم تتوفر قطع الغيار لتجاوزه. وارتباطا بالجانب التقني، فالفريق الملولي لم ينته به الأمر بالنزول لأنه لا يتوفر على العدد الكافي والمؤهل من اللاعبين سواء في فئة الكبار أو فئة الأمل. فالأمر عكس ذلك تماما. وكما أكد لنا رئيس الفريق الحسين أضرضور فالتشكيلة التي تكون منها الفريق الأول خلال هذا الموسم المنتهي تعتبر من أحسن التشكيلات التي عرفها الفريق منذ سنوات. فلم يكن هناك خصاص على هذا المستوى يبرر مسألة النزول. ثم هناك عامل آخر لا يمكن إغفاله وهو العلاقة بالمجلس البلدي الذي يعرف دعمه للفريق ومسار إصلاح الملعب الكثير من التلكؤ والتماطل. فالنادي محتضن من المجلس البلدي ويحمل إسم "الإتحاد الرياضي البلدي لآيت ملول" لم تكن هناك حاجة لتعقيد وضعيته ووضع "العصا في الرويضة" من خلال بعض التدخلات وبشكل غير سليم وغير قانوني في علاقاته ببعض فروعه ( فرع الكرة الحديدية وفرع ألعاب القوى على سبيل المثال). كما يمكن استحضار ابتعاد عدد من المحتضنين والداعمين عن الفريق لكون رئيسه لم يعد رئيسا للمجلس البلدي. فعدد من المدعمين أصبحوا للأسف يكتفون بالدعم الشفوي للنادي في غياب أي دعم فعلي وحقيقي علما أن مدينة آيت ملول لها من المؤهلات التجارية والاقتصادية ما يجعلها قادرة على أحتضان ودعم ناد متكامل منفتح على شباب المدينة والمنطقة الذين يجدون فيه متنفسا ليس للممارسة الرياضية فقط، بل للأمل والتألق كذلك. فاليوسمام يبقى من الأندية القليلة بالمنطقة الذي يعطي الأولوية لاستقطاب واحتضان أبناء المنطقة. * بقلم : عبد اللطيف البعمراني * المصدر : جريدة الاتحاد الاشتراكي