منذ أيام، نشر الموقع الرسمي للحسنية توضيحا مقتضبا، حول أسباب فشل انتداب مهاجمين من ادرار سوس، وشدد التوضيح في ختامه القول على ان المهاجمين الاثنين طالبا براتب يفوق ما تقاضاه لاعبون قدموا الكثير للفريق. بالأمس، وفي برنامج ممتع وغني بالنقاش، نشطه الزميل حسن العسكري ، كنت انتظر باستمرار ان تأتي المعلومة إياها على لسان الأستاذ المحترم احمد ايت علا، الناطق الرسمي ( وهذه صفة انتبهوا الى دلالاتها )، لكن الرجل اكتفى صادقا باستنتاج عدم علمه بالطريقة التي انتقل بها اللاعبان صوب الجديدة ، ولم يذكر بتاتا ما زعمه توضيح الموقع ، وهنا اختلطت علينا الأمور : هل سلطة الناطق الرسمي في المصداقية أولى أم مصداقية الموقع ؟ في نظري المتواضع ، أفكار الناطق الرسمي يجب ان تتماهى منطقيا مع الموقع الرسمي، لا وقوع الغموض، وإذا أضفنا في النقاش الصفة التي خولت لمحسوب على الطاقم التقني وبعده كاتبة النادي مجرد التفكير في كلام مع اللاعبين فيما يتعلق بصفقتيهما، ربما سنتساءل : من يسير حقا حسنية اكادير؟ وهل هذه فوضى أم احترام تخصصات ؟ .. السيد احمد ايت علا مشكورا تذرع بالأدلة والحجج كمطلب ، وله فعلا الحق في ذلك ، لكن ، وغيرة منا على الحسنية، لم يكن ذاك هو الجواب الشافي الذي توقعناه ، لكونه بطريقة ربما تغيب عنا، يريح المتورطين ، ويبقى تكرار المشكل ذاته ممكننا مستقبلا، لتؤدي الحسنية ثمنه الباهظ، فليس القائل بغبي لكي يوثق كلامه بالصوت والصورة ، وبالتالي ، في بعض الحالات نبحث عن الحقيقة لمعالجة الخلل قبل الاستفحال . نحن مع الطرح الذي جاء في تدخل السيد ابو القاسم في البرنامج الإذاعي نفسه، علما بأننا لا نبحث عن تسريح هذا أو ذاك، بل ، لتحصين الحسنية من تناقضات مستقبلية ، وضمان عدم تكرار الهفوات غير المدروسة قبليا .. بطبيعة الحال نحن جميعا لسنا في مرافعات قضائية ، لنتذرع بالحجج عن أحداث كانت كلامية أصلا، بل، وخلال الاجتماعات المقبلة للمكتب المسير، نقترح تعميق التوعية بالمسؤوليات ، واحترام التخصصات ، ففي الموسم الماضي عانت الحسنية من مشكل خلق رجة طيلة الصيف، غير بعيد عن هذا النطاق بالذات . كاستنتاج ، أشهد أن موقع سوس سبور كان يتتبع بشكل شبه يومي موضوع المهاجمين، وفوجئت تماما بخبر آخر لحظة ، سيما وأن هنالك جزئية لا يشهد عليها اليوم سوى أرشيف راديو بلوس اكادير، حين استضافت الزميلة سعيدة العلوي الأستاذ ايت علا ، مباشرة بعد انتقال إسماعيل الحداد للوداد، حيث أقر الأستاذ " ان الحسنية انتدبت المهاجم احداد من ادرار سوس..وسينسي هذا اللاعب ذكر إسماعيل الحداد "، وبما ان الكلام اعتقد كان في يوليوز ، فقد كنا نعتقد ان الملف انتهى رسميا منذ ذلك التاريخ ، وهو ما ستؤكد الأيام عكسه تماما . كيفما تكن الاحوال ، نستخلص ما يلي كدروس : 1/ مغادرة المهاجمين وليد وحميد صوب الجديدة ليس بالفعل الذي يجب تضخيمه ، فسنهما قد يتيح لهما مستقبلا التوقيع للحسنية، فالغيب لا يعلمه الا الله . 2/ فرق كبير بين صورتنا عن لاعب الأمس واليوم ، خاصة متطلبات الحياة الاجتماعية ، في ظل الرهان على كرة القدم كمستقبل وحيد ممكن . 3/ ان استمرار العلاقات الرياضية بين الحسنية وأدرار يبقى عنصرا إيجابيا ، ولم يخلق الملف عداوة ما . 4/ إذا كان ادرار المنتمي للأول هواة قد ظل محتفظا بمخاطب رسمي واحد ، فمع كامل الأسف نسجل تناقضا في تدبير الحسنية له، وهنا، وبكل صراحة وغيرة على الحسنية، نتمنى الحث الداخلي على التزام المسؤوليات وعدم التطاول بأي شكل من الأشكال على مهام أنيطت بالآخرين، مع جعل الموقع مرآة حقيقية في البيانات والتوضيحات بشكل يساير قرارات المكتب ، لكون اي موقع يتضمن في العمق ما يتعلق بالمتابعات والمواد الإخبارية، التي يجوز فيها فتح مجال الخلق والإبداع والتأويل، وما يتعلق بالقرارات الرسمية وما شابهها ، لا يسمح فيه بهامش اختلاف كيفما كان نوعه مع تلك القرارات .