ضمن منشورات وزارة الثقافة بالمغرب (سلسلة الكتاب الأول)، صدر للناقد المغربي عبد الرحمن التمارة كتاب (جمالية النص القصصي المغربي الراهن) (مطبعة المناهل، 2010، في 206 صفحة من القطع المتوسط). والمؤلف ناقد مُجِدّ راكم تجربة قِرائية وتحليلية من الأهمية بمكان، هاجسها استقراء وتشخيص الجماليات النوعية للقصة المغربية القصيرة، المراوِحة بين جمالية "التجاور" وجمالية "التجاوز" في: (جمالية الحلم و جمالية السخرية وجمالية الكاوس وجمالية الهامش وجمالية الانعكاس وجمالية الجسد وجمالية المسخ وجمالية الشعْرَنَة وجمالية الاختزال والجمالية الافتراضية). عُرِف هذا الباحث بمتابعته المستمرة والدقيقة للمنجز القصصي المغربي، كما تنِمُّ عن ذلك مقالاته العديدة الراصدة لجديد القصة القصيرة، والتي يضطلع بنشرها في منابر وطنية وعربية مُحكَّمة، علاوة على إسهامه المتواتر في الندوات والملتقيات والأيام الدراسية الخاصة بالقصة والقصاصين في المغرب. همُّه النقدي الأساسي الإجابة عن أسئلة مُلِحة تنطرح في ذهن المتتبع للتراكم النوعي والكمي للقصة القصيرة بالمغرب من قبيل: ما هي أهم الجماليات النوعية، في راهن القصة القصيرة المغربية؟ وما هو الثابت والمتحول في تلك "الجماليات"؟ وهل اتساع مجال الإنتاجية في الراهن القصصي المغربي أفرز مُنجزا قصصيا يتميز بالجدة الفكرية والفنية؟ سيجد قاريء هذا الكتاب إجابات غير متسرعة مبثوثة في شِقّيه النظري والتطبقي، الصادران معا عن معاشرة طويلة للنصوص القصصية، واستجلاء أنساقها الدلالية والفنية المتضافرة، وفق كينونتها النصية وسياقات تلقِّيها، في إنتاج علامات بارزة على رأسها أحمد بوزفور ومحمد الدغمومي وأحمد المديني وربيعة ريحان ولطيفة لبصير...