أصدرت دار الكتب المصرية برئاسة الدكتور/ محمد صابر عرب الطبعة الرابعة من ألف ليلة وليلة فى اثني عشرة مجلدا فاخرة الطباعة تتقدمها دراسة بديعة أعدها الدكتور / جابر عصفور وقد صدرت مؤخرا الطبعة الرابعة من الكتاب ، وتمتاز طبعة دار الكتب عن باقى الطبعات بالتالى: أولا : هذه هى الطبعة الأولى الكاملة لليالي والتى صدرت لأول مرة عام 1825 ويقول الدكتور عصفور " ولم يتحرج المشرفون على هذه الطبعات من مشاهد الجنس فى الليالي أو يظهرون أى لون من ألوان التزمت الأخلاقي إزاء عباراتها.. لا يستثنى فى ذلك من ينسب منهم إلى علماء الأزهر الأجلاء مثل الشيخ عبد الرحمن الصفتى مصحح الطبعة البولاقية الأولى ، وقطة العدوى مصحح الطبعة البولاقية الثانية وغيرهم متمثلين ما تعلموه من الإمام الحافظ بن قتيبة الدنيورى الذى قال فى مقدمة كتابه عيون الأخبار ما يلى : " ... وإذا مر بك حديث فيه إفصاح بذكر عورة أو فرج أو وصف فاحشة فلا يحملنك الخشوع أو التخاشع على أن تصعر خدك وتعرض بوجهك فإن أسماء الأعضاء لا تؤثم وإنما المأثم فى شتم الأعراض وقول الزور والكذب وأكل لحوم الناس بالغيب". أما الميزة الثانية فى طبعة دار الكتب هى أنها "نقلت الأصل الخطى كما هو" محافظة على الألفاظ العامية التى جاءت فى بعض صفحاته حتى أن القارىء يكتشف من تعدد اللهجات من قصة لقصة وأحيانا فى القصة الواحدة أن ألف ليلة وليلة هى أكثر من مجرد مجموعة من الأساطير ولكنها فى حد ذاتها أسطورة أخذت من أساطير فارس ومن سحر الهند لكنها نضجت واكتملت فى تلك المسافة الواقعة بين المحيط و الخليج ويكتشف القارئ أن الحكاية بدأت فى مصر وتصاعدت أحداثها فى البصرة وانتهت فى دمشق! أما ثالث ميزة فهى أن الخاتمة تتميز بزيادة دالة فكل الطبعات المعروفة تنتهى بعفو شهريار عن شهرزاد التى أصبح لها ثلاثة من الذكور ومكافأة أبيها ، ولكن تضيف طبعة برسلاو أن شهريار أحضر المؤرخون والنساخ فأمرهم أن يكتبوا جميع ما جرى له مع شهرزاد وسموها ألف ليلة وليلة تلك الأسطورة التى أنصح الأسرة المصرية باقتنائها والعيش مع أساطيرها الرائعة عن هارون الرشيد وسير الملوك والمدن المسحورة وصراعات الإنس والجان وتحول الأزمان وتغير الخلان. وألف ليلة وليلة متاحة الآن فى جميع منافذ البيع التابعة للهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية بأسعار مخفضة.