حتى لا تشيع الفاحشة بين الموحدين و الموحدات بعون الله تعالى./ عن أبى أمامة..رضي الله عنه ، قال : أن فتى من الأنصار أتى خاتم النبيين ،و المصدق بهم و المتمم لما جاءوا به، و المبعوث رحمة للعالمين ،محمدا صلى الله عليه وسلم..فقال: يا رسول الله...إأذن لى بالزنا، فأقبل القوم عليه ، فزجروه... فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أدنه، فدنا منه قريا: فجلس قال: أتحبه لأمك؟؟ قال: لا والله جعلنى الله فداك قال: ولا الناس يحبونه لأمهاتهم قال: أتحبه لابنتك؟؟ قال: لا والله يا رسول الله، جعلنى الله فداك قال: ولا الناس يحبونه لبناتهم قال: أفتحبه لأختك؟؟ قال: لا والله, جعلنى الله فداك قال: ولا الناس يحبونه لأخواتهم قال: أفتحبه لعمتك؟؟ قال:لا والله، جعلنى الله فداك قال: ولا الناس يحبونه لعماتهم قال: أفتحبه لخالتك؟؟ قال: لا والله، جعلنى الله فداك قال: ولا الناس يحبونه لخالاتهم قال: فوضع يده عليه،وقال: اللهم اغفر ذنبه، وطهر قلبه، وحصن فرجه فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت لشيء.يعلم هذا الحديث معاني الرحمة، و الرفق، و الكرم ،و السماحة، و اليسر، و التبشير، و السلام في الإسلام، و يربي عليها، و يحث على الأخذ بها ، من أجل تقويم ،و تصحيح ،و إصلاح عيوب الفرد، و الأمة بالتي هي أقوم، و أفضل و أحسن ،و أكرم، و منها فاحشة الزنا ، و إبعاد أضرارها، و عواقبها الوخيمة ، كأن يحب أولاد الزنا بأن يزنى في أمهاتهم، و في بناتهم،و أخواتهم، و عماتهم، و خالاتهم ،أو أن يستهلك من في قلوبهم مرض من المحبطين ،و المحبطات ، و الحاقدين و الحاقدات هذه المفسدة الدخيلة، و يكفرون سرا و جهرا بثوابت الأمة، و مقدساتها الشريفة ، و بباقي قيم حفظ النسل، و تكثير النوع البشري ، و كفل استمراره السليم، في إطار استخلافه في الأرض لإعمارها ،و الإكثار من فعل الخير إلى أن يأمر الله بقيام الساعة.أعاذنا الله من هذا الشر، و من الفتنة الكبرى التي تترتب عنه ، وحفظنا بحفظته من عقاب مرتكبيه، المعلوم من قوله عز و جل : إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ و الله يعلم و أنتم لا تعلمون . الآية 19 سورة النور . و نصر الله من ينصر دينه، و أعان من يأمرون بالمعروف، و ينهون عن المنكر، أي كانوا و حيث كانوا .إنه سميع مجيب.و إنه قضى أن لا يرد يدي عبده السائل الصادق الملح، صفرا خائبتين.آمين. و الحمد لله رب العالمين.