تقتلني جريدتي مرتين عندما أصغي إلى نضالها في النهار وعندما يطول ليلي المنهار لأفتح عيني على حلة عروس تنشر عطرها الأحمر في كل الفصول وفي كل الحقول على حقل نرجس وأقحوان على كلمات تنتفض تعصرني تقتلني تبرعم في قلبي موتي الأخير كان على نهديها الدافئتين ورغم أن الموت لفني بعباءته كنت أقرا فيها دفق الحياة واسمع كلماتها كطلقات المدفع بكل دفق وحنان أعانق الشرق الآن واقبلها بحب بامتنان جريدتي المسكينة يسكنها عالم من المشردين والجائعين والثائرين جريدتي المسكينة يطرق بابها كل صباح آلاف من المعطلين والمغصوبين لينشروا غسيلهم على حبالها المتينة على صفحاتها تقرا الشعر المهتاج فيشدك إليها الحب المباغث و تتمنى الموت على صدرها الناهد وتتكفن بفستانها الأخضر في الليل أرسو على كثبان الانتظار ويطول ليلي الأرعن وانهض في الصباح مهرولا نحو جريدتي لأرشف رحيقها واسرق حقائبها واختلس كل عباءاتها واعدو بعيدا بعيدا لاغوص في مياهها العذبة نهارا وأتدثر بعباءتها الدافئة ليلا تقتلني جريدتي مرتين مرة في ليلي الرهيب ومرة في نهاري الكئيب مهداة إلى الأخ العزيز :عبد المجيد طعام