و كأن الأزمة اليمنية الحوثية قد حدثت قبيل أيام او شهور . بل ان اللغط الإعلامي الذي طالما سخر من الدم العربي و تعامل معه كسلعة رخيصة كاسدة . فترى البعض يسمون الحوثيين ثلة وتارة عصابة وتارة أخرى شرذمة خائنه .. دعك من كل هذه المسميات و تساءل من هم الحوثيين .. كم عددهم العشرات المئات .. الآلاف .. ماذا يمثلون بالنسبة للتركيب الديموغرافي اليمني .. ما تأثيرهم بالساحة اليمنية السياسية ..؟ لماذا الحوثيين هم الذين يحاربون .. او بسؤال آخر لماذا تستهدف الحكومة اليمنية الحوثيين ..؟ لماذا لم يتطرق الأعلام العربي الموجه في يوم من الأيام مشيرا الى ان الحوثيين هم جزء من سكان اليمن اختلقوا من ترابه .. فالنتسائل .. هل هم دخلاء على اليمن .. كم من السنين عاشوا على أرضها .. ام هي سياسة ( الاجتثاث ) التي ينتهجها العرب دون استثناء مع أي معارض لهم.. ان كانوا ثلة فلماذا الطائرات والدبابات والجيوش و لماذا تلك الجيوش النظامية تنهزم أمام الحوثيين .. هل كونهم يحاربون حرب عصابات .. ام كونهم يدافعون مستميتين عن وجودهم .. تساؤلات كثيرة أخرها دخول السعودية على الخط السؤال الذي يطرح نفسه .. ان كان الحوثيين لبسوا ملابس النساء رغبة في الهروب من جحيم الحرب الغير متكافئة لماذا لم تفتح لهم السعودية مخيمات لاجئين وهي ام الإنسانية وحاملة لواء الإسلام . . لماذا تقتلهم و تسد عليهم باب الفرار .. هل لكونهم يحسبون على المذهب الشيعي والمذهب الوهابي السلفي الذي تدين له السعودية يكفرهم ويجيز قتلهم .. بل ان الأخطر من ذلك ان الأمين العام للجامعة العربية يساند السعودية واليمن في موقفهما ولا يذكر ان من يقتلون و يحاصرون شعب عربي أي كان انتمائه . و كذلك فعل مجلس التعاون الخليجي بان اعتبر نزوح الحوثيين من جحيم الحرب اعتداءا على الحدود السعودية .. بل ان الجميع يدعون بان الحوثيين يستلمون مساعدات من إيران .. و الله لو أنهم اخذوا المساعدات من الشيطان ذاته لما كان من الممكن ان يلاموا بعد ان سد عليهم العرب كل طريق لسلام او نجاة . لكني أود ان أقول للعرب لو أنكم أي السعودية واليمن و مجلس التعاون و الجامعة العربية اتحدتم و حاربتم اليهود بهذا النفس التكافلي لكانت فلسطين اليوم حرة عربية و العراق حر كذلك بل لكنتم انتم ذاتكم أحرارا .. الا لعن الله كل باغ .. و كل حاكم مستبد جائر.. وكل شيطان اخرس أخرسه المال والمصلحة..