احتفل تلك الأيام بمرور حوالى 10 سنوات على خلعي غطاء الرأس أو ما يعرف ب"الحجاب" واردت مشاركتكم تجربتي ...علها تفيد وتلهم أخريات. ارتديت الحجاب في بدايات الألفية الثانية 2001 - كان قد بدأ بالانتشار بصورة كبيرة بين فتيات الطبقة المتوسطة وكان يعتبر آنذاك الخطوة الطبيعية للفتاة فالمرحلة الثانوية.. كانت فترة عمرو خالد ..وقناة إقرأ وفضائيات الوهابية ..وكان الحجاب ينتشر على استحياء بين الطبقات الغنية أيضاً..ولكننى كنت من الطبقة المتوسطة اذهب الى مدرسة حكومية ثانوية للفتيات. عشت حياتي قبل ارتدائى الحجاب ...وبتشجيع والدى ...على الاعتماد على النفس رغم وجود اخواتي الذكور ووالداى...رباني والدى على الأخذ بزمام الأمور وعدم الاعتماد على غيري في معظم أمورى ...فكبرت ولدي ثقة في قدراتي العضلية والذهنية...لم يشعرني والدي أبداً بأنني أضعف من إخوتي الذكور . ارتديت الحجاب حوالي 4 سنوات ..كنت اتشكك فيها يوميا فيه وفي غايته وفكرته ..كنت دائما افكر ..لماذا شخص بذكائي (بشهادة الاخرين) عليه التغطية من أجل أشخاص ربما يكونون أكثر غباءً منى؟ لماذا يجبرني المجتمع على ارتداء تلك "القماشة" لكي أصبح "مؤدبة" و "محترمة" واندمج أكثر مع فتيات مجتمعى؟ كنت احلل ما يقال عن الحجاب وعقلي يرفضه ...لم يكن الحجاب ارتقى وقتها لمرتبة "الفرض" كما يزعمون الآن .. كنت أنظر فالمرآة قبل خروجي اشعر بضيق واكره جسدى واكره كوني انثى واشعر بأني شخص اخر غير من يطالعني فالمرآة...ظلت تلك التساؤلات سنوات تؤرقني وتعتصرني داخلياً ..كلما رأيت غير محجبة تمنيت أن أصبح مثلها وأدع شعرى يرى الشمس والنور مرة ثانية ...حتى اتخذت القرار . اخذ اقناع اسرتي شهوراً ...بصفة يومياً اقنع أمى لكي تقنع هى أبى (لم يطلب أبي مني أن اتحجب أبداً ) وحين تحجبت اكتفى بالموافقة وتشجيع الفكرة كرد فعل "زوج ذات" في مسلسل ذات . لم افكر ابدا في نظرة الناس او رأيهم لانني تربيت على الثقة في قراراتي وعدم الالتفات للاخرين ومن سألني إكتفيت بالرد "عشان مبحبش أعمل حاجة مش مقتنعة بيها" وكان رداً كافياً لهم . وخلعت الحجاب في السنة الثالثة من الجامعة بين فصلين دراسيين ..لم أخبر قبلها أحداً سوى أعز صديقاتي من باب العلم بالشئ ..كنت أعلم جيداً أن القرارات المشابهة لا تؤخذ بالمشورة ..فكانت مفاجأة للجميع ..وهوجمت كثيراً وارسلت لي رسائل على الفيسبوك من مجهولين وفتيات مجهولات محجبات حجاب طويل اشبه بالخمار تهاجمني في الجامعة دون سابق معرفة. الا انني كنت محظوظة بأسرتي وبإخوتي الذكور ...لم يعنهم سوى اني سعيدة... شعرت بالحرية وبتحكمي في حياتي ولم أندم أبداً على هذا القرار رغم تفشي الحجاب في السنوات التالية في المجتمع وحين كبرت أكثر وسافرت أكثر وفهمت أكثر وقرأت أكثر ..إزداد تمسكي بقراري وفخري به ..وتعلمت أن اتبع حدسي دائماً إذا ما كنت حقاً أؤمن بالحرية والاستقلال ..لان الحرية الحقيقية تبدأ داخلياً أولاً ..بنفس حرة