لا زالت سماء المغرب تفتقد نجومها، وتنكسف أقمارها، وكل واحد منها يتلو الآخر، ويحتذي أثر من سبقه، كأنهم على ميعاد، ولكنها الآجال تستوفي أقدارها، وَفْق ما خُطَّ في الأزل. ونجمنا اليوم (توفي مساء يوم الجمعة 16 ربيع الثاني 1433ه موافق ل 9 مارس 2012) الذي فجعنا بفقده منذ أيام، هو: الأستاذ الأديب البحاثة المؤرخ عبد الصمد العشاب. من مواليد سنة 1937م/ 1355ه بمدينة طنجة. نشأته ودراسته نشأ في بيت عفاف وصون، حيث كان وثيق الصلة بخاله العلامة عبد الله كنون الحسني رحمه الله الذي كان يوليه العناية والاهتمام والتوجيه في مساره الدراسي والتربوي.. حفظ القرآن كما العادة في الكُتّاب، وولج المعهد الديني بطنجة للتتلمذ على مجموعة من الأعلام، أمثال: الشيخ الحسن لمتون، والشيخ عبد الله بن عبد الصادق، والشيخ عبد الحفيظ كنون، والشيخ عبد الرحمن الجزائري، والأستاذ عبد القادر الجزائري.. ثم انتقل إلى فاس للدراسة بجامع القرويين، لكن لم يدم مقامه بها طويل بسبب الاضطرابات، فرجع إلى تطوان أيام استوزار خاله العلامة عبد الله كنون وإشرافه على المعهد الديني العالي لاستفادة من أعلامها أمثال: التهامي كنون، والفقيه محمد داود.. وظائفه عمل في قطاع التربية والتعليم أستاذا لمادة اللغة العربية، ومرشدا تربويا، وبرابطة علماء المغرب سكرتيرا لتحرير جريدة الميثاق ومجلة الإحياء، ثم محافظا لمكتبة الشيخ عبد الله كنون الحسني منذ افتتاحها في 28 فبراير 1985م. خصاله لقد كان رحمه الله يتمتع بخصال عالية، وأخلاق رفيعة، يشهد بها كل من خالطه وعرفه، منها: التواضع، والصبر، والحزم، والصدق في الحديث، وسلامة صدر، والبشاشة، ولين جانب.. وفيه خصال ليس يدرك كنهها تعالى بها والدر يمتاز بالقيمْ أعماله وآثاره كان رحمه الله مولعا بالكتابة والبحث، وقد دبج يراعه الكثير من البحوث والدراسات، أهمها: • كتابه عن أعلام طنجة في العلم والأدب والتاريخ والسياسة، وهو كتاب جيد في التعريف بالحركة العلمية بطنجة؛ • كتاب في التعريف بالشيخ مولاي عبد السلام بن مشيش، وهو كتاب جيد مفيد، وقريبا ستصدر له طبعة جديدة ضمن منشورات مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث التابع للرابطة المحمدية بالرباط؛ • إضافة إلى مقالات نشرها بمختلف الصحف والمجلات، مثل: مجلة البحث العلمي، دعوة الحق، المناهل، الميثاق، جريدة الشمال، جريدة طنجة.. وشارك في الكثير من الندوات والملتقيات العلمية، آخرها: رئاسة جلستي اليوم الدراسي الذي نظم بقاعة المحاضرات بمكتبة عبد الله كنون الحسني يوم الخميس 8 مارس 2012، يوم قبل وفاته، حول موضوع: فن التراجم بين الصياغة والتقعيد بإشراف مركز عقبة بن نافع للدراسات والأبحاث حول الصحابة والتابعين -التابع للرابطة المحمدية للعلماء- بطنجة.. وبهذه المناسبة أتقدم بصفتي رئيس المركز المذكور أصالة عن نفسي ونيابة عن الباحثين العاملين بالمركز بأحر التعازي لأهل الفقيد، داعين له بالرحمة والغفران، وإجزال المثوبة.