التومي محمد الملقب ب بيدرة ّ إعداد : سعيد الجدياني نتابع الحديث عن عطاءات بعض اللاعبي كرة القدم بحاضرة أسفي ، والتي ساهمت بحظ وافر في رسم لوحات فنية رائعة على أرضيات الملاعب . نقف في محطة اليوم عند أخر لاعب التحق بفريق اليوساس في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي ، انه محمد التومي الملقب عند الجماهير الاسفية ب ( بيدرة ) حيث كانت المدة الزمنية التي مارس فيها مع اليوساس قصيرة لم تتعد موسما واحد ا ، ليلتحق بعد ذلك بفريق ا تحاد أسفي إلا أن مترجمنا استطاع أن يلفت إليه الأنظار وهو في بداية مشواره الرياضي . هو من مواليد سنة 1937 بحي الجريفات ، بدأ ممارسة كرة القدم في سن الطفولة بملعب عبد الرحمان الشقوري بالجريفات عند مطاحن المغرب ، من الذكريات التي مازالت راسخة في ذهن مترجمنا ان في مطلع الخمسنيات كانت فرق أحياء مدينة أسفي تتكون من ثماني فرق وهي فريق الفتح بالجريفات ، وفريق نادي العرب بحي بياضة ، وفريق الأمل البحارة ، وفريق كوكا بالمدينة العتيقة ، وفريق الشرفة بسيدي واصل وفريق النجيمة بالجنوب ، وفريق المعلمين ، وفريق بليموس بالسوينية . وكانت هذه الفرق تتبارى فيما بينها طيلة اليوم من الثامنة صباحا إلى الثامنة مساءا . في إحدى المقابلات التي تابعها الفرنسي جيلوا رئيس نادي الرياضي لاسفي أعجب بالتومي الذي كانت الجماهير تناديه ببدرة حيث كان مترجمنا يتحكم في الكرة عن طريق صدره ، وكانت هذه هي بداية التحاقه بفريق المدينة اليوساس كان ذلك سنة 1954 ، يتذكر التومي أن ثيابه في أول لقاء له مع الفرنسي جيلوا كانت رثة وبالية ومتسخة فسلمه ورقة وأمره بذهاب عند احد اليهود من تجار مدينة أسفي ، حيث اخذ حماما ولبس بدلة جديدة مع ربطة العنق وخرج التومي من المتجر يتبختر في مشيته كالطاووس وجال في ذلك اليوم المدينة طولا وعرضا يتباهى ببذلته الأنيقة الجميلة والناس تنظر إليه بريبة واستغراب واندهاش . يتذكر التومي انه لعب مع فريق اليوساس ثماني مقابلات في عدة مدن مغربية وظل صحبة الفريق إلى غاية اندماجه سنة 1956 في فريق اتحاد أسفي حيث يقول مترجمنا في هذه السنة تبخر اسم اليوساس وذهب معه التاريخ الطويل ولم يعد يذكر، وخلال هذه الفترة عرف الفريق مجموعة من الأحداث ، طهور مجموعة من الشباب اللاعبين الجدد في فريق جديد يحمل اسم اتحاد أسفي يقوده المدرب عبد القادر الخميري ، في ذلك الموسم أجرى فريق الخميرى مقابلة مع فريق جمعة اسحيم وانتصر عليه اتحاد أسفي بحصة ثقيلة خمسة أهداف لصفر . بينما فريق اليوساس اجري بمدينة اكادير مع فريق الحسنية أخر مقابلة له حيث انهزم فريق اليوساس بحصة هدف نظيف كانت هذه الهزيمة بمثابة دق مسمار نعش فريق اليوساس وقراءة الفاتحة عليه . لعب التومي مع اتحاد أسفي موسمين ثم اعتزل اللعب وانتقل إلى ميدان التسيير حيث اشرف على تدريب فريق الجريفات الذي كان يلعب في القسم الوطني الثالث إلى غاية منتصف الستينيات حيث اعتزل نهائيا اللعب . يتحسر التومي هو في عمر 77 سنة عن الجحود ونكران الذي لقيه الجيل الأول من اللاعبين بالمدينة منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ، ومن الوجوه التي لازالت على قيد الحياة اللاعب بلعربي الصوفياني ، الربيو الوزاني ، عرقلة بوشعيب ،ميلود بوجمل ، بقدور ، هؤلاء لم يتم تكريمهم في حين أننا نرى نفس الوجوه من الجيل الثاني يتم تكريمها عدة مرات .