حالة من التيه والارتباك تصاحب إنجاز أحد أكبر الموانئ المغربية بآسفي..طعن لشركات كبرى في مسطرة الصفقة التي اعتمدتها وزارة النقل والتجهيز مؤخرا ، والتي آلت إلى شركة " إس جي تي إم " بعد أن قام رئيس لجنة طلب العروض بإضافة ملف شركة منافسة سبق للجنة أن رفضت ملفها ..الشركات الطاعنة في مسطرة الصفقة وقيمتها 4 ملايير درهم ، اعتبرت ما تم القيام به إخلال صريح بمبادئ الشفافية التي ينص عليها قانون الصفقات .. وتساؤلات أخرى ، تصاحب إنجاز المشروع ، في صفوف أكبر الفاعلين الاقتصاديين " المجمع الشريف للفوسفاط ، المكتب الوطني للكهرباء وباقي الفاعلين بقطاع اللوجيستيك والنقل " خاصة بعد أن اتضحت معالم الميناء الجديد في القانون المالي 2013 ، حيث أكدت حكومة بنكيران في الصفحة 24 من مذكرة تقديم القانون المالي : " أن سنة 2013 ستنطلق الأشغال في الميناء الجديد لآسفي المخصص مستقبلا لتزويد المحطة الحرارية بالفحم والذي يرتقب استغلاله ابتداء من سنة 2017 .." . بمعنى التراجع عن إحداث أحد أكبر المركبات المينائية ببلادنا الذي وضعت تصميمه الحكومة السابقة ، والذي كان سيحتوي على رصيف لنقل المواد المعدنية و مختلف الأنشطة الفوسفاطية ، ورصيف آخر لشحن وتفريغ المواد البترولية ، ورصيف ثالث للبواخر العابرة للقارات التي يصل طولها إلى 350 متر طولي و حمولتها إلى 150 ألف طن ، إلى جانب رصيف للحاويات على 3مساحة كيلومترات مربعة .. كل شيء تبخر ولم يبق إلا الفحم ورصيف مينائي خاص بالمحطة الحرارية .. ومعلوم أن وزارة النقل والتجهيز في الحكومة السابقة ، سبق أن اختارت أربع مركبات مينائية : طنجة المتوسط والناظور شرق المتوسط والداخلة ومشروع ميناء جديد بآسفي لتنمية الأنشطة اللوجستيكية ، ويقصد بها مختلف أنشطة النقل والتلفيف والتخزين والتزويد ، وكذا الأنشطة المرافقة التي تهدف إلى تدبير خزن البضائع وتبادل المعلومات المرتبطة بها بأحسن كلفة وبآجال وشروط ملائمة .. استراتيجية اللوجيستيك والنقل تم اعتمادها من طرف الحكومة السابقة من أجل مواكبة المخططات الوطنية وتحديدا " المخطط الأخضر والميثاق الصناعي ومخطط الصيد البحري "أليوتيس" ومخطط رواج والاستراتيجية الطاقية ..." والتي ستؤدي حتما إلى ارتفاع غير مسبوق في حجم أروجة البضائع الناجمة على الخصوص عن الاستثمارات الجديدة الوطنية والأجنبية في هذه القطاعات... اليوم ..يتم اختزال الميناء الجديد بآسفي كمشروع استراتيجي ، في ميناء سيخصص تحديدا لاستقبال آلاف الأطنان من الفحم لتزويد المحطة الحرارية وسيكون على ساكنة المنطقة الصبر أمام التداعيات البيئية الخطيرة التي ستصاحب إنتاج الطاقة بالفحم المستورد .. الآن نفهم لماذا انتفض عزيز الرباح وزير التجهيز والنقل أمام ممثلي الأمة الوافدين من آسفي ..ستتحول آسفي بإرادة الرباح إلى منطقة رمادية مختنقة بغبار الفحم ..لن تتحول إلى منطقة صناعية مؤهلة بمعايير مخطط الإقلاع الصناعي ، ولن تصبح جنة جبائية لتحفيز المستثمرين ..ولن تنتعش بها فرص الشغل .. آسفي - حسب الرباح - تستحق أن تكون مقلعا مفتوحا لأباطرة الرمال بعد أن منحهم 36 ترخيصا جديدا ..وخزانا للفحم والغبار ..فسلاما عليك حاضرة المحيط آسفي .