تحاول الحكومة الإسبانية الركوب على موجة اقتحام مهاجرين أفارقة للسياج الحديدي الذي يحيط بمدينة مليلية المحتلة لاستفزاز المغرب من جديد، منتقدة ما تسميه "سلبية" التعامل المغربي مع مقتحمي السياج الحدودي. فقد عبرت الحكومة الإسبانية عن "قلقها" بسبب حجم و"أبعاد" "أزمة الهجرة" في مليلية، بحسب يومية( لاراثون)، التي كتبت، أيضا، أن مدريد تتابع تطورات ملف الهجرة في المعبر الحدودي مع مليلية. وقالت الصحيفة إن ضغط الهجرة على الحدود الوهمية مع مدينة مليلية المحتلة اشتد في الساعات القليلة الماضية ، حيث كانت هناك محاولتان لاختراق السياج الحدودي ، من طرف مجموعات كبيرة ومنظمة جدًا ، في محاولة لما سمته الصحيفة بنبرة استفزازية، للدخول إلى "الحدود الإقليمية للقارة الأوروبية". وتابعت الصحيفة أن حوالي 350 مهاجرا تمكنوا فعلا في وقت مبكر من يوم أمس الخميس، من الولوج إلى المدينةالمحتلة، وذلك بعد يوم واحد فقط من تمكن 491 مهاجرا آخرين من دخول المدينة بالطريقة ذاتها. هاتان الموجتان، عادلت في ظرف يومين فقط، الرقم المسجل تقريبا في السنة الماضية وهو 1092 مهاجرا تمكنوا من الدخول إلى مليلية. هذه الحادثة غير مسبوقة، في مسار الهجرة غير القانونية نحو المدينة المغربية المحتلة، من حيث حجمها، تعيد إلى الأذهان ما حدث في سبتة في شهر يوليوز الماضي ، عندما دخل أكثر من 10 آلف مهاجرا إلى مدينة سبتةالمحتلة، مستغلين ما سمته اليومية الإسبانية "تخفيف الإجراءات الأمنية على الحدود الوهمية من طرف الجانب المغربي". وخلف ذلك ٱثارا وخيمة على مستوى العلاقة بين إسبانيا والمغرب. وتأتي حادثة الهجرة أو ما تسميه الحكومة الإسبانية بأزمة الهجرة، في لحظة مطبوعة باستمرار الأزمة الدبلوماسية بين المغرب واسبانيا التي اندلعت قبل عشرة شهور بسبب استقبال السلطات الإسبانية لزعيم ميليشيات (بوليساريو) ابراهيم غالي، بطريقة مشبوهة وغير قانونية. ومنذئذ واسبانيا تسعى إلى إعادة كسب ثقة المغرب في أفق عودة العلاقات الثنائية إلى مجراها الطبيعي. غير أن الحكومة الإسبانية تسير في التيار المعاكس لطي صفحة الأزمة التي تسببت فيها مع المغرب، فقد أبقت على موقفها الغامض من النزاع المفتعل في الصحراء المغربية، بل وفي خطوة مستفزة عقد رئيس الحكومة الإسبانية بيذرو سانشيز ،مؤخرا، لقاء مع زعيم الجبهة الانفصالية على هامش قمة الاتحاد الأوربي- الاتحاد الإفريقي بروكسيل. واليوم تحاول مدريد توظيف ملف الهجرة لصب المزيد من الزيت على نار العلاقات الثنائية المتوترة ،أصلا. ياتي ذلك، في وقت يبذل فيه وزير الخارجية الإسباني جهودا متواصلة لإذابة جليد الأزمة مع المغرب. فقد كشف، في مقابلة مع القناة الإسبانية السادسة، أنه "على اتصال بالسلطات المغربية لإعادة توجيه العلاقات الثنائية نحو مجراها الطبيعي" ، دون تقديم مزيد من التفاصيل حول الاتصالات المذكورة ، لكن ما صرح به يؤكد أنه يخصص حيزا عاما من وقته لتحسين العلاقات المغربية الإسبانية. وفي أول رد رسمي على قضية الهجرة نحو مليلية، قال مصطفى بايتاس، الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان الناطق الرسمي باسم الحكومة ، إن المغرب يعمل على تعبئة إمكانيات جد مهمة لمراقبة سواحل المملكة. وأضاف الوزير، خلال الندوة الصحفية التي عقدها عقب اجتماع المجلس الحكومي أمس الخميس، أن المغرب ينهج مقاربة إنسانية في ملف الهجرة، وذلك أخذا بعين الاعتبار، أن المغرب ليس بلد عبور بل بلد استقبال أيضاً. وذكر بايتاس، أن المغرب يعتبر شريكا متميزا مع الاتحاد الاوربي فيما يخص تدبير ملف الهجرة.