ينتشر حاليا فيروس “زيكا” في دول أمريكا اللاتينية بمعدلات خطيرة، وهو ما دفع الجهات الصحية في أكثر من 20 دولة في المنطقة إلى إصدار تحذيرات بسبب مخاوف من أن يكون الفيروس وراء الزيادة الكبيرة في أعداد حالات ولادة أطفال برؤوس صغيرة الحجم، وهو مرض يصيب الجهاز العصبي للأطفال المولودين حديثا لأمهات مصابات بالفيروس في البرازيل بشكل رئيسي. ويعتبر الانتشار السريع لفيروس زيكا، الأحدث في سلسلة انتشار أمراض فيروسية ينقلها البعوض في منطقة النصف الغربي للكرة الأرضية خلال السنوات العشرين الأخيرة. ويأتي المرض في مرتبة تلي حمى الضنك وفيروس غرب النيل وفيروس شيكونغونيا. ومثل جميع هذه الأمراض ينتقل فيروس زيكا عن طريق البعوض. حقائق عن فيروس زيكا : – ينتمي إلى عائلة الفيروسات المصفرة أو المسببة للحمى الصفراء، ولا يوجد له لقاح واق. – ظل الفيروس محصورا في أفريقيا وآسيا من الخمسينيات وحتى عام 2007، حين امتد شرقا إلى جنوب ووسط أميركا. – ينتقل الفيروس عبر بعوض من جنس “الزاعجة المصرية” (إيديس إيجبتاي)، والذي ينقل أيضا حمى الضنك والحمى الصفراء وفيروس التشيكونغونيا. وبعوضة “الزاعجة المصرية”، التي تحمل فيروس زيكا، لسعتها شديدة وتفضل ضوء النهار حتى غروب الشمس. – منظمة الصحة العالمية قالت إنه لا توجد أدلة حتى الآن على أن فيروس زيكا ينتقل إلى المواليد عبر الرضاعة الطبيعية. – منظمة الصحة العالمية قالت أيضا إنه تم عزل فيروس زيكا في الحيوانات المنوية للإنسان، كما أن هناك حالة عدوى محتملة من شخص لآخر خلال العملية الجنسية. لكن هناك حاجة إلى مزيد من الأدلة للتأكيد على أن الاتصال الجنسي هو وسيلة من وسائل انتقاله. – لا تظهر أعراض المرض إلا على واحد من كل أربعة مصابين بالفيروس ويمكن عدم رصد عدد كبير من الحالات، وهو ما يصعب معرفة الحجم الحقيقي لتفشي المرض في الأميركتين. – عادة يكون مرض فيروس زيكا غير حاد نسبيا، ومن أعراضه حكة الجلد والحمى وآلام في المفاصل والعضلات تستمر نحو أسبوع، ومن غير الشائع أن يحتاج المصابون بفيروس زيكا إلى نقلهم للمستشفى لتلقي العلاج. – يقول باحثون في البرازيل ومنظمة الصحة العالمية إن هناك أدلة متنامية تربط بين الفيروس زيكا وصغر الرأس (مايكروسيفالي)، وهو خلل في النظام العصبي يؤدي إلى مواليد ذوي رؤوس وأدمغة أصغر من المعتاد. – يوجد في البرازيل أعلى معدل للعدوى بفيروس زيكا، يعقبها كولومبيا. كما وردت تقارير عن تفشي الفيروس في الإكوادور والسلفادور وغواتيمالا وهايتي وهندوراس والمكسيك وبنما وبراغوايوبويرتوريكو وسورينام وفنزويلا ودول أخرى. الوقاية من فيروس زيكا على نقيض بعض الفيروسات الأخرى، لا يوجد أي لقاح للوقاية من فيروس زيكا. فماذا نفعل لمكافحة الفيروس؟: — النصيحة الأولى التي يقدمها الخبراء هي تجنب لسعات البعوض قدر الإمكان. – توصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها ومقرها الولاياتالمتحدة بتغطية الجلد المكشوف بدهانات طاردة للبعوض مصنوعة من مواد خضعت لتجارب يتفق الخبراء على النصيحة المتمثلة في ارتداء سراويل طويلة وفضفاضة وأكمام طويلة. كما ينبغي أن تكون الملابس سميكة على نحو يحمي الشخص من لسعات البعوض. – ينصح الخبراء بالنوم في أماكن يتوافر بها “موانع للوقاية” قدر الإمكان، مثل أبواب مغلقة ونوافذ محكمة الإقفال فضلا عن الشبكات السلكية للنوافذ التي تحمي من دخول البعوض. وخلال الليل يمكن أن توفر الناموسيات حماية إضافية. – يجب التخلص من أي مياه راكدة لفترة تجاوزت خمسة أيام على أرض جافة، لأن يرقات البعوض ستموت بعد فترة قصيرة عندما تتبخر المياه. فكمية صغيرة جدا من المياه تكفي لبقاء البعوض على قيد الحياة، لذا من بالغ الأهمية ألا تكون المناطق جافة فحسب، بل نظيفة بصفة مستمرة. – في الوقت الذي تتصدى فيه سلطات الصحة العامة للمشكلة على نطاق واسع، يمكن للأفراد أيضا استخدام أجهزة مكافحة البعوض في المنزل. – بالنسبة لأولئك الذين يعيشون خارج المناطق المتضررة، ينصح الخبراء بتجنب السفر إلى هذه المناطق. وطلبت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها من الحوامل في الولاياتالمتحدة تأجيل السفر إلى أمريكا اللاتينية ودول الكاريبي قدر الأمكان.