تسود حركية غير مسبوقة، منذ عدة أسابيع، وسط معتقلي السلفية الجهادية، الذين عادوا من الأراضي السورية بعد أن قاتلوا في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”. هؤلاء المعتقلين الذين يوجد من بينهم قيادات ميدانية سابقة في التنظيم المذكور، دخلو في مراجعات فكرية غير مسبوقة داخل السجن أسوة بمجموعة من معتقلي السلفية الجهادية الذين سبقوهم. ودخلَ المعتقلين المذكورين في المراجعات المذكورة، التي تنبذ العنف الذي تنادي به السلفية الجهادية لحساب ما يسمى بالسلفية الغصلاحية، التي تؤمن بالعمل السياسي من داخل المؤسسات القائمة، مضيفة أن هذه المراجعات تأتي في سياق انفتاح الدولة على الفكر السلفي من خلال الندوة العلمية التي نظمها المجلس العلمي الأعلى نهاية الأسبوع الماضي أيام قليلة قبل الذكرى السنوية لأحداث 16 ماي الإرهابية التي هزت مدينة الدارالبيضاء سنة 2003. وتأتي المراجعات الفكرية، التي بدأها معتقلوا السلفية الجهادية العائدون من سوريا، في سياق تصاعد الخطاب المتطرف بمجموعة من سجون المملكة، الذي يروج له من مجموعة من المعتقلين، الذين تم توقيفهم بينما كانوا يريدون الالتحاق ببؤر التوتر بكل من سوريا والعراق، مضيفة أن المعتقلين السابقين، الذين قاموا بمراجعات فكرية مكتوبة، باستثناء الذين تم الإفراج عنهم، قاموا بالتراجع أمام موجة من الخطاب المتطرف التي تعرفها مجموعة من سجون المملكة، فاسحين المجال للمعتقلي المذكورين. عن “يومية المساء”