بالنسبة لمنتخب السامبا .. حقيقة أصبحت مؤكدة للبلد صاحب المقام الرفيع في عدد مرات الفوز باللقب، وحقيقة تخالف توقعات أي دولة تستضيف بطولة خاصة عندما تكون في حجم وقيمة البرازيل. بالأمس البعيد وبالتحديد 1950 خسر المنتخب البرازيلي لقب المونديال في النهائي أمام أوروجواي في واقعة " الماراكانازو" الشهيرة التي حملت الكثير من العار للبرازيليين وقتها ، وظلت معهم حتى الآن بعدما تبخر حلمهم على ملعب ماراكانا الذي إستضاف الكارثة. واليوم وبعد أن إنتطر الشعب البرازيلي 64 عاماً لمحو عار الماراكانازو ، وقعت فاجعة أكبر بهزيمة مذلة وكارثية للسامبا على أرضهم بسباعية كتب حروفها ماكينات ألمانيا على ملعب مينيراو لتقع كارثة جديدة للفريق ترفع إسم ماراكانا من الصورة ، وتمنح إسم " مينيراوزو " للكارثة الثانية التي ستظل محفورة في التاريخ حتى نهاية العالم. البرازيليون كانوا يمنون أنفسهم بتحقيق لقب مونديال 2014 من أجل نسيان مرارة الماراكانازو ، وأعتقد أنهم نجحوا بالفعل في نسيانها، لأن المينيراوزو أصعب وأمر بمراحل من سابقتها، ووقعها سيكون أكبر تأثيراً على 200 مليون برازيلي عاشوا هذا الكابوس. وإذا كانت الماراكانازو جاءت في وقت تنعم فيه البرازيل بالإستقرار، فعلى العكس تأتي المينيراوزو في توقيت حساس للغاية وسط حالة من الإضطرابات تجتاح البلاد منذ عامين ، لتساهم في زيادة الإحتقان بالبلد الذي يمكن أن ينسى أي شئ من أجل الكرة ، فكيف يحدث ذلك وهو يستفيق على كارثة لم تتعرض لها منتخبات فشلت في تخطي الدور الأول بالمونديال على مدار تاريخه. وللأسف لم يكن الإتحاد البرازيلي والجهاز الفني للفريق على قدر المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقهم من أجل تحقيق النجمة السادسة في المونديال، والغريب أن هذه النهاية الكارثية تأتي تحت إشراف سكولاري وكارلوس ألبرتو بيريرا اللذين سبق لهما ان حققا اللقب كمدربين. وربما يكون هذا الأمر في مقدمة الأسباب التي ساهمت في غرق سفينة المنتخب البرازيلي في وحل الهزيمة الكارثية بسبب أن هذه السفينة لها قائدين، صحيح أن الرأي النهائي لسكولاري لكن الأمر يبقى مربكاً ومعقداً. الأسباب الأخرى للسقوط المدوي كثيرة ، لكن يبقى أهمها الإختيارات غير الموفقة لسكولاري في قائمة الفريق بإستبعاد نجوم كبار كانوا سيشكلون الفارق حتى مع تراجع مستواهم أمثال كاكا وروبينيو ورونالدينيو لأن الفريق كان يفتقد لعقل مفكر داخل الملعب ، في وقت إستبدلهم فيه بلاعبين لا يملكون مجرد الهوية البرازيلية في الأداء. ويبقى فوز البرازيل بكأس القارات أحد الإنجازات الوهمية التي خدعت سكولاري وجعلته يبني إستراتيجيته على هذا الأمر من خلال الإصرار على مجموعة من اللاعبين لا تسمن ولا تغني من جوع كتبوا أسمائهم في صفحات سوداء حالكة الظلام بالتاريخ البرازيلي، بدلا من أن يكتبوها بحروف من ذهب . وفي النهاية نصيحة للبرازيليين ، لا تستضيفوا كأس العالم مجدداً ووفروا أموالكم ، لم لا والألقاب الخمسة التي حققتموها كانت خارج قواعدكم.