دعا الملتقى السنوي الأول لمراكز الفكر في الدول العربية الذي انعقد اليوم الثلاثاء بالقاهرة ، النخب والكفاءات العربية لصياغة مشروع فكري شامل ومنفتح على حقائق العصر والحداثة بما يؤهل العالم العربي لأن يأخذ موقعا مؤثرا في المشهد الدولي. وقال رشيد خطابي الأمين العام المساعد رئيس قطاع الإعلام والاتصال بجامعة الدول العربية في افتتاح الملتقى المنظم تحت شعار "بالفكر نحقق التنمية المستدامة"، إن انعقاد هذا الحدث "يعكس إرادة عملية واثقة لصياغة رؤية هادفة وملتزمة لخدمة قضايانا العربية تماشيا مع أهداف ميثاق الجامعة العربية والقرارات ذات الصلة للدفع بدينامية التطور المنشود الذي يعد البحث العلمي مدخله الأساسي". وأضاف مخاطبا رؤساء وممثلي مراكز الفكر والدراسات بالدول العربية المشاركين بالملتقى "يحدونا أمل كبير في أن يكون هذا الحدث المميز فضاء لتبادل الخبرات والتجارب الثرية لمؤسساتكم المرموقة لترسيخ أسس مستدامة للتعاون في المجال البحثي وإطلاق شراكة منتظمة مع مراكز الفكر العربية المتخصصة". وتابع أن أعمال الملتقى ستشكل مناسبة لطرح الأفكار والتصورات التي من شأنها تطوير الأداء الجماعي لمراكز الفكر وتكريس مهامها في فهم واستشراف المستقبل ودعم صناع القرار في التعامل مع التحولات البنيوية المعقدة والتحديات الكبرى التي تواجه دولنا العربية على مختلف المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية من خلال العمل الجاد والتخطيط الجيد، وتشجيع التمويل المشترك في إطار ثقافة تشاركية حقيقية بين المراكز تسهم في الارتقاء بقدراتها العلمية وتوسيع دوائر إشعاعها. ويمثل المغرب في اشغال هذا الملتقى ، الذي ينظم على مدى يومين، أطر من المعهد الملكي الملكي للدراسات الاستراتيجية ، هم السيدة إيمان رفيق، مديرة الديوان بالمعهد، والسادة محمد شاطر ، باحث مشارك ، و محمد الشيبي مكلف بأنظمة المعلومات والتحول الرقمي، و ايمان بيطة، عن قسم التوثيق والاعلام. وتناقش الجلسات العلمية للملتقى عدة محاور منها عرض تقرير جهود الدول العربية في مجال التنمية المستدامة، وما تم تنفيذه استجابة لخطط التنمية 2023، وما يواجه مراكز الفكر العربية من تحديات وصعوبات، وما تتطلبه من احتياجات وترتيب أولوية، وخطط وبرامج ومشروعات بحثية واستشراف المستقبل نحو وضع المعالجات لها، بما يسهم في تعزيز التعاون العربي المشترك في المجال البحثي. وبالاضافة الى ذلك يبحث الملتقى طرح رؤى مستقبلية تسهم في تفعيل دور مراكز الفكر العربية في دعم العلم البحثي العربي المشترك من خلال تحديد الأدوار المنوطة به، والتحديات التي تواجهها في تحقيق البرامج والمشاريع البحثية المشتركة لتعزيز التعاون الإقليمي ؛ ووضع مجموعة من الآليات بهدف محاكاة الواقع الحالي والتنبؤ بالمستقبل وتعزيز وعي الرأي العام العربي، وتقديم رؤى وأفكار مشتركة لتعزيز الاهتمام العربي المشترك ومتعدد الأطراف بالتعاون البحثي وإبرام شراكات استراتيجية. وسيتم بالمناسبة عرض التجارب الناجعة لمراكز الفكر العربية في مجال العمل البحثي المشترك، لتحديد أنسب الوسائل للاستفادة منها لتطوير العمل البحثي العربي المشترك. وتحديد أوجه الدعم والتعاون المطلوب على المستوى العربي والدولي في هذا الصعيد، ووضع آليات متابعة لتنفيذ البرامج والمشروعات البحثية المشتركة.