نظم الدكتور “محمد حسون” الأخصائي في الطب النفسي والخبير في مرض التوحد، أمس الجمعة، دورة تكوينية هامة بمدينة طنجة، حول موضوع “الحياة الجنسية عند التوحديين”، بحضور وازن لمختلف الفعاليات والمتدخلين في عالم التوحد من أطر ومربين ومختصين، فضلا عن مشاركة واسعة لامهات وآباء وأسر مريضات ومرضى التوحد بالمدينة، وجهة طنجةتطوانالحسيمة. وتطرق الدكتور المحاضر، إلى مختلف جوانب هذا الموضوع الشائك، من مراحل النمو الجنساني والبلوغ والمراهقة مع مختلف جوانب التربية الجنسية للتوحديين، ومشاكل علائقية جنسانية واضطرابات، وكيفية التدخل في بعض المواقف، وتهييء الفتاة التوحدية إلى تفهم وتقبل العادة الشهرية، بالإضافة إلى طريقة التعامل مع المراهق التوحدي في حالات الاستمناء، وكيفية التدريب على تفادي التحرشات الجنسية. وأوضح حسون، خلال مداخلته، بأن الأشخاص المصابين بالتوحد يواجهون مشاكل معقدة تتعلق بإدراكهم وقدراتهم على التعبير عن أنفسهم، بالإضافة إلى أنهم يفتقدون إلى مهارة التواصل الاجتماعي بشكل كبير، مشيرا إلى أن الكثيرين يتعاملون مع هذه الفئة كأنهم أطفالًا لا ينضجون، ويعتقدون أن التعبير عن احتياجهم الجنسي والعاطفي من الأمور الخطيرة عليهم وعلى الآخرين. وأضاف حسون، أن التربية الجنسية لهؤلاء الأطفال يجب أن تكون حسب سنهم وقدرتهم على استيعاب تلك المعلومات، كما يجب تزويدهم بالمعلومات لحمايتهم من التحرش، بالإضافة إلى أسس الرعاية والنظافة الشخصية خاصة الفتيات، حيث يجب تعليمهم طرق العناية بأنفسهن خاصة خلال الدورة الشهرية. وعن الوقت المناسب للتوعية الجنسية للطفل المتوحد، فقد شدد الدكتور حسون على أنها تبدأ عندما ينتابه الفضول، وهي مرحلة متفاوتة قد تبدأ مبكرًا لدى طفل ومتأخرة لدى آخر، موضحا أن وصول طفل التوحد لمرحلة المراهقة والبلوغ، يجعل الوالدين والطبيب في مرحلة حرجة نوعا ما في التعامل مع المصاب، فطفل التوحد لايكتسب التعليم بنفسه، ولكن من خلال التلقين أو التكرار والتقليد، مما يتطلب من ذويه فهم المتغيرات التي يمر بها ومعرفة كيفية التعامل معها بشكل دقيق وواع. وأشار حسون، إلى أهمية توعية الطفل المصاب بالتوحد بعدم رؤية أي أشخاص لأعضائه التناسلية، أو لمسها، مؤكدا ضرورة التوضيح للطفل أن هذه الأجزاء خاصة به فقط، ولا يحق لأي أحد تحسسها أو مشاهدتها حتى أثناء الاستحمام. وعن طرق تفريغ الطاقة الجنسية للشخص المتوحد، فقد قال الدكتور حسون، إن الرياضة بمختلف أنواعها هي الحل الأفضل لذلك، خاصة السباحة أو التنس لأنها تفرغ الطاقة وتزيد من الهدوء عند مرضى التوحد خاصة البالغين منهم، كما أن إدماجهم في أنشطة إجتماعية تشذ إنتباههم وتملأ فراغهم، وتشغلهم عن ذواتهم، لذلك من المهم شغل المتوحد بأنشطة متتابعة تجعله لا يفكر في أي رغبة أخرى أو تصرف غير جيد، إلى جانب شغل الطفل التوحدي في أشياء مفيدة لإخراج طاقته الداخلية في شيء نافع يعود عليه بالفائدة وبخاصة في الأعمال المهنية.