علمت "الصباح"، من مصدر مطلع، أن رجل أمن تابعا لأمن مطار محمد الخامس، متهما باغتصاب كونغولية، أودع سجن عكاشة بالبيضاء بأمر من قاضي التحقيق بعد إحالته عليه من قبل الوكيل العام، أمس (الجمعة). وأوردت مصادر "الصباح" أن الشرطي أوقف قبل يومين، بعد أن اتهمته مهاجرة غير شرعية تتحدر من الكونغو، باغتصابها. وأحدثت الضحية فوضى في المطار، مصرة على متابعة الشرطي، كما ساندها زملاؤها من المهاجرين غير الشرعيين، ما تطلب تدخل مسؤولي أمن المطار لإيقاف المعني وإخضاعه للبحث. وأوضح المصدر ذاته أن رجل الأمن كان يعمل بالمداومة الليلية لنقطة المهاجرين السريين المرحلين إلى دولهم، حينما اتهمته مهاجرة سرية من جنسية كونغولية كانت تنتظر ترحيلها إلى بلادها باغتصابها بالقوة. وأضاف المصدر ذاته أن الشرطي، وهو برتبة حارس أمن، جرد من سلاحه بعد الاتهامات التي وجهت إليه، ووضع تحت الحراسة النظرية وتم التحقيق معه بخصوص التهم الموجهة إليه من طرف الضحية. وكانت الضحية الكونغولية طلبت، في البداية، من الشرطي السماح لها باستعمال هاتفه للتحدث إلى ذويها، فاقترح عليها أن يسلمها بطاقة مخدع هاتفي شرط ممارسة الجنس معها، فلم تمانع واستعملت البطاقة ثم لبت رغبته، في مكان منزو، عن طيب خاطر، إلا أنها سرعان ما انقلبت عليه بعد ذلك واتهمته باغتصابها. وتطلب البحث تدخل عناصر الشرطة العلمية بالبيضاء لأخذ عينات من الجهاز التناسلي للضحية لتحليلها ومعرفة مدى صحة ادعاءاتها، ومطابقتها مع الحمض النووي للمتهم للفصل في ارتكابه لجريمة الاغتصاب من عدمه. وأكملت الفرقة الجنائية الولائية بالبيضاء الاستماع إلى طرفي النازلة لمعرفة تفاصيل عملية الاغتصاب، كما جاءت نتائج تحليل الحمض النووي متطابقة، وخلف الحادث استياء كبيرا لدى مختلف المصالح الأمنية العاملة في مطار محمد الخامس الدولي. يذكر أن الشرطي المتهم يبلغ من العمر 52 سنة وهو متزوج وزوجته حامل في شهرها الأخير، وعمل، منذ عشر سنوات، بنقطة المهاجرين السريين المبعدين بمطار محمد الخامس، ولم يسبق أن سجل ضده أي حادث مماثل. وجاء اعتقال الشرطي في سياق التوجه الجديد للمديرية العامة للأمن الوطني الذي يقوم على التعامل بجدية مع الشكايات الموجهة ضد العاملين في جميع أسلاك الشرطة، وإحالتها على القضاء لاتخاذ المتعين بالإدانة أو البراءة، كما أن الميول أكثر إلى الاعتماد على البحث العلمي أصبح مفتاحا لحل ألغاز الجرائم.