قُتل متظاهران، أحدهما في الحادية والعشرين من عمره بالرصاص، بعد اندلاع اشتباكات بين الشرطة ومحتجين في جنوب اليمن اليوم الأربعاء 16-2-2011. وأطلقت الشرطة النار في محاولة لتفريق نحو 500 محتج تجمعوا في بلدة عدن في جنوب البلاد. وقد اندلعت اشتباكات عنيفة استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة والحجارة في حي المنصورة بعدن (جنوب) بين قوات الأمن ومئات الشبان المتظاهرين ما أسفر عن سقوط ثلاثة جرحى، حسبما أفادت مصادر محلية وطبية وشهود. وذكر شهود عيان أن اشتباكات عنيفة تدور في محيط مبنى السلطة المحلية في حي المنصورة. وكان مئات الشباب تجمعوا في ساحة هذا الحي مطالبين برحيل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح ومحاربة الفساد كما اقتحموا مبنى للسطلة المحلية وأحرقوا أربع سيارات، نقلا عن تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية. وتجمع الشباب في موقف حافلات الرويشات وافترشوا الأرض رافعين شعارات مثل "إرحل يا علي" و"لا فساد"، و"لا خوف بعد اليوم". وأطلقت قوات مكافحة الشغب أعيرة تحذيرية وغازات مسيلة للدموع، ورد المتظاهرون بالحجارة ثم انسحب الأمن من الساحة. وفي وقت لاحق، اقتحم المتظاهرون مبنى المجلس المحلي للمنصورة، وأحرقوا أربع سيارات يعتقد أنها تابعة للحكومة. وتدخلت قوى الأمن لحماية المبنى واندلعت اشتباكات قوية بين الطرفين، بحسب شهود عيان. وذكرت مصادر طبية أن متظاهرين أصيبا بجروح، أحدهما إصابته خطرة، وهما يتلقيان العلاج في مستشفى النقيب في عدن. من جهة أخرى، اعتصم موظفون حكوميون في عدن للمطالبة بصرف مستحقاتهم المالية ووضع حد "للفساد" وبرحيل مدرائهم والمحسوبين عليهم مرددين هتافات مثل "إرحلوا قبل أن تُرحّلوا". وتجمع المئات من الموظفين أمام مقرات عملهم في مستشفى الجمهورية التعليمي والمؤسسة العامة للمياه والكهرباء ومؤسسة موانئ خليج عدن ومؤسسة الأثاث والتجهيزات والشركة اليمنية للنفط رافعين لافتات كتب عليها "ارحل يا مدير " و"يكفي فسادا". وقال المحتجون لوكالة فرانس برس، "استلهمنا من ثورة مصر وتونس أشياء كثيرة تمكننا من انتزاع حقوقنا بالقوة ومن عدن ستنطلق ثورة عمالية، ثورة حقوق". وقال متظاهر يدعى حسن بدر يعمل في شركة النفط "كفى ظلما وفسادا بأقواتنا. جاء اليوم الذي كنا بانتظاره لنقول لمسؤولينا لا وألف لا وحان وقت رحيلكم".