يعتبر الهدر المدرسي أحد معوقات التنمية بالوسط القروي،إذ يؤدي إلى عدم إتمام مجموعة من الأطفال لدراساتهم الاعتيادية، مما ينعكس بشكل سلبي على تطور المجتمع ،ويعرضه لآفات كثيرة بسبب هذه الظاهرة التي تمس غالبا المستويات الإعدادية لاعتبارات متباينة فالمقصود بالهدر المدرسي ؟وماهي أهم أسبابه خاصة البيداغوجية منها ؟وكيف يؤثر على التنمية الإقتصادية والاجتماعية وماهي الوسائل الكفيلة بالحد منه ؟ 1*في المفهوم : يقصد بالهدر المدرسي تسرب مجموعة من التلاميذ من الأقسام التعليمية وتوقفهم عن متابعة الدراسة لعوامل ليتداخل فيها الأسري بالاجتماعي بالبيداغوجي وتلعب فيها إكراهات مختلفة دور المحفز 2*وينتشر الهدر المدرسي في العالم القروي بالنظر للسمات العامة والظروف الاقتصادية والسوسيواجتماعية التي يعيش في إطارها التلميذ لكن بالإضافة إلى ذلك فهناك أسباب بيداغوجية ترتبط بالمدرسة يمكن جرد أهمها فيما يلي: 1. صعوبة مواكبة بعض الدروس المقررة في بعض المواد الدراسية خاصة المواد العلمية واللغة الفرنسية والناتجة عن انخفاض المستوى وعدم استيعاب التلميذ للكفايات المفترض أن تتوفر فيه عند نهاية المرحلة الابتدائية 2. الفشل الدراسي المرتبط بتكرار بعض السنوات 3. قلة التواصل مع المؤسسة التعليمية مع الأسر فالهدر المدرسي يأتي تتويجا لتراكمات خاصة من غياب التلاميذ عن بعض الحصص الدراسية التي تتزايد يوما عن يوم في حالة عدم تنبيه الأسر من طر ف الإدارة للسلوكات التي يقوم بها التلميذ 4. بعد المؤسسة عن مقر سكن التلاميذ والتلميذات وعدم توفر هذه المؤسسات على البنية التحتية الكفيلة بجذب التلاميذ وتحبيب المدرسة لهم (الماء الكهرباء ..دورات المياه..) 5. بعض العادات والتقاليد السائدة في الوسط القروي التي تمنع على الفتاة من متابعة الدراسة في المرحلة الإعدادية وتفرض على التلميذ التفرغ لبعض الأعمال التي تدر على الأسرة دخلا معينا خاصة في الحقول الفلاحية 6. عدم تنفيذ مقتضيات النصوص القانونية التي تحدد سن 15 سنة للتعليم الإلزامي و 6 سنوات لولوج التعليم الابتدائي. 7. عدم استفادة بعض الأسر من الأدوات المدرسية خاصة في المستويات الإعدادية والتي تعجز عن شراءها . 3*ولا تخفى الآثار السلبية لهذه الظاهرة على التنمية في المجالين الاجتماعي و الاقتصادي والتي يمكن جرد بعضها كما يلي : • إن تفشي الهدر المدرسي يؤدي إلى ضياع مجموعة من الميزانيات المرصودة لتطوير التعليم • ضياع طاقات بشرية مهمة للتنمية الاجتماعية. • تفشي الجهل والأمية في المجتمع،والتي تنعكس على مستوى الوعي في المجالات الصحية والتنظيم الأسري. • التأثير على وضعية البلاد في التنمية العالمية . 4*إذا مالعمل؟؟؟ • توفير احتياجات الفئات المعوزة من الوسائل والأدوات المدرسية . • تشجيع التلاميذ الملتزمين والمتفوقين دراسيا • تحفيز التلاميذ وتقديم كل التسهيلات الممكنة خاصة على مستوى التنقل والسكن بالمراكز الحضرية وفتح المجال لبناء المزيد ممن دور الطلاب والطالبات. • لكن أهم رهان في نظري هو توعية الأسر بأهمية التمدرس وخطورة الانسحاب المبكر من المدرسة على مستقبل فلذات أكبادهم وعلى مجتمعهم مما يجعل الأسر تتحمل وتحفز أبناءها على التعلم رغم كل الإكراهات الطبيعية والاقتصادية والمجتمعية. بقلم الأستاذ محمد البوزيدي