مساءً،وكعادة كل مُدرّس(ة) دؤوب على تحضير الدروس، كنت منهمكة في تجهيز بعض جذاذات مادّة العربية على الخُصوص، وبينما أنا كذلك، 0نتابتني بعض الأسئلة العالقة، فردَّدْتها جهرا لأنها كبست على صدري كنارٍ حارقة: لماذا يُكَلَّفُ المُدرّس(ة) بالتَّحضير المُسْبَق والإعداد؟ أَلِعَدَم الثِّقة في معلوماته أم الهذف هو تشغيله من دون العِباد؟ ومِمّا لاشكّ فيه أنّ الطِّين يزيد بلة، مع القسم المُشترك الذي هو اليوم أكبر عِلّة، ولكنْ مهلا، ما هذه الدّروس التي نحن عليها نَحرص ِ ونُحضِّر؟ ماذا سيجْني التِّلميذ(ة) من هذا أو ذاك النّصّ الذي غذا لقيم مجتمعنا لا يُعبّر؟ ولماذا كلّ هذه القواعد اللُّغوية المُعقَّدَة؟ التي يحفظها المُتعلّم(ة) في الابتدائي دون أنْ يجْني لها فائدَة؟ خاصّة إذا علمنا أنّه حتى وزيرنا العظيم، لا يُتقن 0ستِعمالَها في خِطابه العقيم؟ لماذا…؟ وعندما تَعبتُ من الكلام وكثرة الاستفهام، وضعْتُ يدي فوق رأْسي منشغلة الفِكر ب0هتمام، وإذا بي أسمع الجواب الشَّافي واليقين، مِن أهم مسؤول وُكِّلت إليه حقيبة التربية والتكوين: يا مَنْ 0خْترتُم مِهنة الشُّرفاء،إنّ ما تُدَرِّسونه اليوم هو فقط خُرافات ، هنا زاد عقلي في القضية تَفكُّرا،و0زدادت مُعاناتي في أداء الرِّسالة التربوية تَحَيُّرا: أَلَستُم أنتم مَن أقرَرتم تلكُمُ الخُرافات في المناهج؟ وطلبتم مِنّا تدريسها لأجيالنا عبر برامج؟ هلاّ أخبرتمونا عن ملامح مواطن(ة) المستقبل؟ الذي تُوكلون للمَدرسَة مُهمّة تكوينه بشكل أفضل؟..أسئلة و أُخرى تَدْعُو مَنْ يخاف على هذا الوطن، أنْ يُعْمِل فيها عَقله عَلَّه يتقاسمُ مَعِيَ الحُزن والشَّجَن. التدريس بالخُرافَة