بعد قضاء سنة دراسية مضنية و شاقة ، بعجرها و بجرها ، أفراحها و أتراحها ، ينتظر رجال التعليم و نساؤُه متنفسا ينسون به ، و لو ظرفيا، آهاتٍ كادت تنال منهم ، لولا جسارة من كاد أن يكون رسولا ، و شكيمتُه التي صرعت أغلب العقبات و الصعاب ، بالرغم من التكالب الإعلامي و السياسي الغشيم ، لكن يأبى نور المعلم إلا إيصال صوته . رجال التعليم و نساؤُه إذاً و كأنهم يخوضون رحى حرب وحدَهم ، و من ثم كانوا في مسيس الحاجة إلى استراحة محارب . الوزارة عادة ، و بعد انتهاء أي سنة دراسية ، تمنح رجال التعليم و نساءَه ، مخيماتٍ صيفيةً ، في إطار ما تسميه الأعمالَ الاجتماعية الخاصة بهم ، لخلق نوع من التوازن بين العمل الدءُوب طيلة الموسم الدراسي ، و بين التوريح على النفس في إطار هذه المخيمات الصيفية ، و تخصص مقابلا مناسبا ، حسن قولها ، ضمانا لاستفادة أغلب رجال التعليم و نسائه من مخيمات الوزارة . المتأمل المنصف لحال هذه المخيمات يلفيها ما زالت بعيدة كل البعد عن أن تليق بشخص سِيلَ فيه مدادُ المدح و التقدير و التفخيم ، ليس سوادا لعيونه ، و لكن نظرا لثقل المسؤولية الملقاة على عاتقه : أَسِرَّةٌ في غالب حالها مهترئة ، غرف لا تخضع للصيانة و الترميم ، سوء التنظيم الذي يطبع فضاءات هاته الأماكن ، ثم فقر واضح في الخدمات المقدمة لمرتادي المخيمات … صحيح أننا – رجالَ التعليم و نساءه – لا نجد بديلا على هذه المخيمات الصيفية ، لكننا نطالب و بشدة ، بتحسين خدماتها ، و تهذيب جودتها ، و تشذيب مرافقها و أروقتها ، فليس معقولا أن يتم اقتطاع أموال كثيرة من جيوب رجال التعليم و نسائه المتهالكة أصلا ، لصالح المكلفين بالأعمال الاجتماعية الخاصة برجال التعليم ، و تكون البدائل متمثلةً في هذه المخيمات . الأمر لا ينحصر في هذا الحد ، فجل الخدمات المقدمة من الأعمال الاجتماعية لموظفي التعليم ، لا تلقى القَبول ، و يتم استهجانُها ، خذ مثالا بخدمات السفر ، أولا لا يسمح بامتطاء قطارات من الدرجة الأولى ، و ليت الأمر مقتصر على هذا ، بل يتعداه إلى خصم مبالغ مالية هزيلة و بخسة ، ثمنا لتذكرة القطار بين خريبكة و الدارالبيضاء مثلا ، بحيث يتم خصم أقل من أربعة دراهم ثمنا لهذه الرحلة المقدرة باثنين و ثلاثين درهما على الأكثر . وزير التربية الوطنية وعى هذه الرسالة ، و ذلك من خلال مساءلته غير ما مرة المكلف بهذه المؤسسات ، كمؤسسة محمد السادس الخاصة برجال التعليم ، و ذلك للوقوف عن كثب على آليات اشتغال هذه المؤسسات ، و إدراك مكامن الخلل التي تعتريها . الأمة التي تحترم نفسها تحترم مواطنيها أولا ، ثانيا تنزلهم منازلَ ، فليس النبي كالرجل الصالح ،و من ثم لا يستوي المعلم و أي شخص ، ليس تبخيسا في حق الثاني ، أو إزدراء شأنه ، لكن إنزال الأول المكانة التاريخية و الاعتبارية التي يستحق ، و من ثم كان من العيب و الشنار تقديم خدمات ترويحية سيئة ، و من ثم كان لزاما إعادة النظر فيها ، خاصة أنها من مداخل إصلاح المنظومة التعليمية ككل. أشرف سليم