السيدة كاتبة الدولة المكلفة بالتعليم المدرسي في أحد الربامج المباشرة بقناة ميدي 1 تيفي (MIDI1TV) الذي كان مخصصا لمناقشة قضايا التربية والتعليم، بما فيها نتائج البكالوريا للموسم الحالي، اتهمتِ أطر التوجيه التربوي بالإخلال بمهامهم. وهذه سابقة خطيرة لمسؤولة بالوزارة، لم نعهدها من قبل، ولم يتجرأ أحد على التلفظ بكلام من هذا القبيل يسيء إلى فئة عريضة من أطر الوزارة، لا يعرف قيمتها إلا من احتك بها. إن هذا الكلام ينم عن عدم الدراية بمجال الإعلام والمساعدة على التوجيه، وعن قصور في إدراك حقيقة الأمور وكنهها، كما بؤشر على محاولة إلصاق فشل المنظومة التربوية بالتوجيه التربوي، دونما وعي بأن حقل التوجيه التربوي يرتبط أساسا بالتربية على الاختيار، وبالمشروع الشخصي للمتعلم، وكذا بالآفاق الدراسية والمهنية وغيرها. السيدة كاتبة الدولة: إن فشل المنظومة التربوية له علاقة بما هو سياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي، تترجمه مؤشرات نوعية وكمية ترتبط بنسب التمدرس، وبنسبة الأمية، وكذا بجودة التعلمات، ومواصفات المخرجات، فضلا عن جاذبية المؤسسة التعليمية وقدرتها على احتضان المتعلمين، ومدهم بالمؤهلات والمهارات والمواصفات اللازمة للاندماج داخل المجتمع، والانخراط في النسيج الاقتصادي المؤدي إلى تنمية حقيقية مستدامة. هذا التوصيف الدقيق للوضع يدعونا إلى طرح مجموعة من الأسئلة كما يلي: - ما علاقة التوجيه التربوي بنسب الهدر المدرسي المرتفعة، وخاصة بالتعليم الابتدائي؟ - ما علاقة التوجيه التربوي بجودة التعلمات، علما أن هذا المعطى له علاقة وطيدة بالمناهج والبرامج الدراسية من جهة، ومن جهة ثانية بسوق الشغل، وبالمحيط الاقتصادي؟ - ما علاقة التوجيه التربوي بنسبة الأمية المرتفعة ببلادنا، التي تعكس بعمق فشل المنظومة التربوية يشكل خاص، وتساهم في تعثر قطار التتنمية بشكل عام؟ السيدة كاتبة الدولة: ما يبدو للبعض أنه خلل وقصور في أداء التوجيه التربوي للأدوار المنوطة به ضمن المنظومة التربوية، إنما هو في اعتقادنا تجليات سلبية أفرزها غياب مشروع مجتمع متوافق عليه، يرسم معالم المستقبل، ويحدد لجميع الأطراف والأشخاص والمؤسسات أدوارهم بهدف تحقيق ما يصبوا إليه الجميع. لذلك لن أبالغ إن قلت لكِ إن أطر التوجيه التربوي موجودون بجميع فضاءات وزارة التربية الوطنية سواء منها المركزية أو الجهوبة أو الإقليمية أو المحلية، يؤدون مهامهم على الوجه المطلوب، من خلال تفعيل البنيات الإدارية والتأطيرية والخدماتية للإعلام والمساعدة على التوجيه، والإشراف الفعلي على مشاريع المخطط الاستعجالي، إضافة إلى التواصل الدائم مع الفئات المستهدفة بالتوجيه التربوي، وذلك عبر تنظيم أيام إعلامية وأبواب مفتوحة، وتمرير الروائز، وإنتاج الوثائق، وعقد لقاءات مع المتعلمين، وإنشاء بوابات إلكترونية خاصة بالإعلام المدرسي والجامعي وغيرها من المهام الاعتيادية داخل المؤسسات التعليمية. السيدة كاتبة الدولة: إن خير ما أختم به رسالتي هاته هو قول الله عز وجل:”لا تبخسوا الناس أشياءهم”. والسلام عليك ورحمة الله وبركاته وجدة في: 14/07/2011 رشيد بلمقدم