لأسباب لا يعلمها إلا الراسخون في علم "اعطيني، نعطيك" استضاف صحفي متخصص في الرياضة بقناة "ميدي 1تيفي"، السياسي الشبح ورجل الأعمال الفاشل في التجارة، والمتربح من الريع السياسي، راشيد الطالبي العلمي من أجل مناقشة بعض المواضيع التي تهم مؤسسة البرلمان. وربما كان الهدف من هذه الاستضافة في تقديرنا هو مزيد من التطبيل للسياسي الشبح ولمنجزه الشخصي المحض، خاصة بعد اللقاء الذي احتضنه البرلمان المغربي للرد على اتهامات البرلمان الأوروبي، حيث حاول برنامج قناة "ميدي 1″، تسليط مزيد من الضوء وتلميع صورة السياسي الشبح باعتباره الفارس المغوار الذي "سيفعفع" ويقصف البرلمان الأوروبي. الغريب في الأمر وهذا تساؤل مشروع هو أن نفس الصحافي الذي كان حاضرا في ندوة البرلمان بالرباط، من أجل تسيير المداخلات، هو نفسه الذي استضاف السياسي الشبح راشيد الطالبي العلمي في قناة ميدي1تيفي. بعبارة أوضح هل السياسي الشبح هو الذي أوعز للجنة المنظمة لندوة البرلمان المغربي من أجل استدعاء صحافي ميدي1تيفي، بهدف استعماله للظهور في القناة خدمة للأجندة الشخصية والخاصة للسياسي "الشبح" ؟. في هذا البرنامج الحواري الذي امتاز بلغة الخشب ودروس في مادة الاجتماعيات، تطرق السياسي الشبح، للحديث عن أول تجربة برلمانية في تاريخ البشرية ببريطانيا العظمى، وتكلم عن البرلمان الفرنسي، وكان سيتكلم أيضا عن برلمان كوكب "المريخ" وزحل، وبرلمان الكائنات الفضائية، بكوكب "غراند داينزر" لو سمح له الوقت بذلك . لكنه بالمقابل لم يتطرق من قريب أو بعيد عن "مداويخ" تطوان، والمغفلين بجبال الزينات وبنقريش الذين منحوه أصواتهم لكي يصل على ظهورهم إلى قبة البرلمان ليحلب من ضرع الريع السياسي كما هي عادته وديدنه منذ عقود خلت. للأسف إن السياسي الشبح لا زال لم يستوعب بعد أن الرد على البرلمان الأوروبي لا يكون في الصالونات الفخمة والقاعات المكيفية، والأبواق الإعلامية التي تقدم الخدمة تحت الطلب. إن الرد على البرلمان الأوروبي يكون بالعمل الصادق على الأرض، مع المواطنين البسطاء مع الشباب و الأطفال والنساء، من أجل صلابة الجبهة الداخلية وتقويتها، فالبرلمان لا يعير اهتماما للخطب الجوفاء. أكيد أن البرلمان الأوروبي حاليا يقهقه وينفجر من شدة الضحك، وهو يرى أن الرهط المكلف بالرد عليه مكون من فرسان ثلاثة كلهم يشبهون الدون كيشوط. فكبيرهم متابع بتهم ثقيلة كالتهرب الضريبي وغصب حقوق العمال والشيكات بدون رصيد. والثاني هو سياسي حرباء عايش جوال بين الأحزاب و مسخوط الملك، وممنوع من تقلد المناصب العمومية بالمغرب إلى الأبد . أما الثالث، فهو ذكر يعيش في كنف وحضن وحماية حماته المرأة الحديدية التي أجلسته بالقوة على كرسي الوزارة، لكن تم طرده بعد الفضيحة المدوية واشتهر بوزير الكراطة . السؤال المطروح هل بمثل هؤلاء من أصحاب السوابق ومساخيط الملك يمكن مواجهة مؤسسة البرلمان الأوروبي التي تخضع لقواعد أخلاقية جد صارمة ورقابة شعبية يقظة والدليل على ذلك أن زجت وراء القضبان بالعديد من أعضاءها بسبب شبهة الفساد ؟. الجواب ببساطة، لا فالندية ليس كلام مرصع وشفوي فارغ، ومعلقات عمرو ابن كلثوم. إن الشخص أو الأشخاص الذين يمكن أن يواجهوا البرلمان الأوروبي العتيد يجب أن يكونوا محترمين في الداخل وغير مرفوضين من محيطهم القريب، وفوق كل الشبهات وهذا للأسى والأسف لا يتوفر سواء في السياسي الشبح ولا في مسخوط الملك، ولا في وزير الكراطة.