إجراءات صارمة للسلطات الإسبانية والتجار يحتجون أمام عمالة المضيق احتج المئات من ممتهني التهريب المعيشي، الأسبوع الماضي، في وقفة احتجاجية بباب سبتة، اعتراضا على الإجراءات و التدابير الأمنية الجديدة التي اتخذتها السلطات الإسبانية.
وتحولت الوقفة الاحتجاجية إلى مسيرة نحو عمالة المضيق، تعبيرا عن استنكارهم لهذا الأسلوب اللاإنساني الذي صار يهدد حياة ممتهني التهريب المعيشي الباحثين عن لقمة عيش. واتخذت السلطات الإسبانية في الأيام القليلة الماضية، قرارات صارمة اتجاه العابرين لممر"طاراخال1"، حيث لم يعد يمر عبره سوى حاملي وثائق الإقامة، أو وثائق عمل، وحتى التأشيرات، فيما يمنع مرور أي حامل للجواز المغربي، خاصة العاملات في بعض الشقق هناك، والذين لا يتوفرن على وثائق تثبت ذلك. وأدت هذه الوضعية لوقوع اكتظاظ وتجمعات غير مسبوقة بالمعبر، حيث يبقى المعبر الوحيد هو ممر "طاراخال2"، الخاص بممتهني التهريب، والذي يفتح في وجه هذه الفئة، من الساعة السادسة، حتى الساعة الحادية عشرة صباحا، وهو مخصص فقط للعاملين في التهريب، ممن يتوفرن على تذاكر عبور، توزع عليهم في الفترة الصباحية خلال دخولهم. ولمنع العشرات من الأشخاص، نساء ورجالا، ممن يلجون الثغر المحتل، على أساس أنهم يعملون هناك، في حين أنهم يمارسون بدورهم التهريب، ويستغلون معبر طاراخال1، بادرت السلطات الإسبانية لتشديد الخناق، على هؤلاء منذ أسبوعين، وهو ما جعل بعضهم يحتج بدعوى أن الإجراء حرمه من عمله وقوت يومه. من جهة أخرى، وجدت عشرات من النساء، العاملات في البيوت أساسا، أنفسهن محرومات بدورهن من ولوج الثغر المحتل، بسبب عدم توفرهن على أي وثيقة تثبت ذلك، وهو ما دفع بعضهن للاحتجاج والتجمع، متسببات في اضطراب كبير بالمعبر. وطالبت السلطات الإسبانية هؤلاء باستخراج وثائق تثبت عملهن، حتى يتسنى لهن العبور دون مشاكل، وهو الأمر الذي قد يكون مستحيلا، بحيث أن أغلبهن يشتغلن "مياومات" فقط. يذكر أن السلطات الإسبانية، بتنسيق مع نظيرتها المغربية، فتحت معبر "طاراخال2"، منذ سنتين تقريبا، لتجاوز مشكل الاكتظاظ الذي يعرفه معبر "طاراخال1"، والذي كان يجمع بين ممتهني التهريب، و العابرين، من العاملين بسبتةالمحتلة، و المسافرين و الزوار. فتم اعتماد معبر "طاراخال2" للحد من الاكتظاظ، وتفادي التدافع الكبير الذي كان يتسبب في وفيات، فيما أصبح معبر "طاراخال1" مخصصا فقط لمن يحمل الوثائق القانونية أو التأشيرة. وفي السياق نفسه، باشرت السلطات الإسبانية، حملة صارمة ضد السيارات العاملة في مجال التهريب، من خلال مراقبة وثائقها، ومنع أغلبها من الدخول على طول النهار، حيث حددت لها توقيتا مماثلا لذلك المعمول بع ب "طاراخال2" ، إذ يسمح بدخول عدد محدد من السيارات، بين 6 حتى 11 صباحا، وهو ما يدفع بعض من السائقين، للتجمهر عبر الطريق، متسببين في قطعها في وجه السيارات الأخرى، مما يؤدي لاختناق شبه يومي، يعاني بسببه المسافرون و العابرون، من غير ممتهني التهريب. وينتظر أن تعلن السلطات الإسبانية، توقفا للعبور خلال الأسبوع المقبل، تزامنا مع احتفالات نهاية العام، وهو أمر جار به العمل منذ سنوات، حيث يمنع بشكل نهائي ممتهنو التهريب، الراجلون وأصحاب السيارات، من ولوج سبتة السلبية، انطلاقا من أواسط دجنبر وحتى ما بعد 7 من يناير، أي بعد انتهاء فترة الاحتفالات الخاصة برأس السنة الميلادية، حتى يتسنى للسياح من الجهتين المرور بسلام بهذا المعبر، الذي أصبح كارثة بكل المقاييس.