زهير البهاوي: البداية دائما تعرف صعوبات وتحديات، خصوصا أن مدينة تطوان لا يوجد بها استوديوهات ولا تتوفر على منتجين كُثر، فلا بد من المعاناة بشكل أكيد.
لكن مع الوقت الله ييسر كل شيء بالكفاح، ولا بد لتحقيق النجاح أن تحاول الخروج من مدينتك وتكتشف عوالم أخرى تساعدك على التقدم شيئا فشيئا بإبداعك، ومن أجل ذلك أهملت الدراسة في أول الأمر من أجل عشقي لكرة القدم والآن من أجل الفن وزهير ابن حومة عين خباز وسيظل بها ويفتخر بوجوده فيها. بريس تطوان: ما سر عشقك لأغاني الراي؟
زهير البهاوي: منذ صغري وأنا أستمع لأغاني الراي، ويشكل بالنسبة لي رقم واحد في الموسيقى التي يعجبني سماعها، ولو أنني كنت متأثرا كثيرا بالموسيقى الغربية، لكن يظل الراي عشقي الأول، الراي هو الراي. بريس تطوان: ما رأيك في أغاني الراي التي انتشرت مؤخرا وحققت نجاحات كبيرة بنمطها الجديد؟ فهل يمكن اعتبارها ثورة على قواعد فن الراي الأصلية وتنكرا لها؟
زهير البهاوي: ليس بالضرورة أن يكون تنكرا، فهذا ما يمكن تسميته بتجديد بعض الأشياء ونجحوا فيها، ولكن الراي هو راي الشاب خالد والشاب حسني، الراي الذي وصل للعالمية في وقت من الأوقات. بريس تطوان: يعرف الراي بالموال، ألا يمكن أن نعتبر الفنان الذي لا يستخدم الموال ليس بفنان راي؟ زهير البهاوي: لا يمكن أن ننكر أن الموجات الجديدة في الراي صنعت الفرجة والنشاط، وهو شيء جيد أنك صنعت شيئا وأبدعت فيه. ما دمت قد وصلت فهذا يعني أن تتحصل على شيء يؤهلك تقديمه للآخر على حسب النمط الساري حاليا، لذا فأنت فنان فيما تقدمه. بريس تطوان: كيف ساهم الوسط الموسيقي في تشكيل شخصيتك الفنية؟ زهير البهاوي: والدي هو من ساعدني كثيرا على خوض هذا الغمار، فلولاه لما تأثرت بجو الموسيقى الذي كان حاضرا دائما في وسطنا العائلي. لقد كان والدي يتوفر على استوديو في منزلنا وأنا طفل خمس سنوات، وكنت أتردد عليه فيه وأجلس معه، أتعلم الكيتار والباطري... والدي هو من خلق في داخلي حب الموسيقى وساعدني على بناء شخصيتي الفنية الحالية. بريس تطوان: أخرجت فيديو كليبات لقيت نجاحات كبيرة، ما هي المعايير التي تعتمدها في إخراجها وإعدادها؟ زهير البهاوي: أنتج وأعد لنفسي، وهذه السنة أنتج معي صديقي "محمد فرتان" صاحب galaxy pool. أوجه له تحية من هذا المنبر لأنه مثل عصامي ويشق طريق نجاحه من لا شيء، مر بنفس ظروفي في الحياة، ويوجد أصدقاء يتعاونون معي. ومعاييري بسيطة، فعندما أفكر في إخراج أغنية أعتمد كلاما بسيطا لا يخدش الحياء، إبداع جديد يسمع لأول مرة، الملفت للإتباه لدرجة يحبه حتى الأطفال، وأغاني تلمس الواقع في الأوساط الأسرية، لذلك تجدها تحقق انتشارا وتغنى من طرف الجميع. بريس تطوان: الفنان يعتبر نموذجا للجيل الصاعد، فما رأيك في بعض أنماط اللباس التي يتم تسويقها عبر الفيديو كليبات؟ زهير البهاوي:أحترم لباس كل أحد، وأنا أرى لباسي مناسبا وجيدا، علما أن أخي من يلبسني، والناس تتقبل وتعجب بهذه الألبسة. اللباس يكون حسب مراحل الإنسان في الحياة، ولكل مرحلة صفتها، والإنسان يتغير ويتطور بمرور الوقت. بريس تطوان: كيف ترى تلقي الناس لأغانيك؟ وما هو الإحساس الذي ينتابك وأنت تتابع أثرها على المتلقي؟ زهير البهاوي: في الصيف مثلا عندما أكون سائقا بسيارتي في الشارع وأسمع أغاني تردد من داخل السيارات الأخرى ينتابني إحساس رائع وجميل بالثقة والنجاح، وتتأكد أنك صنعت مكانا في قلوبهم وفي أذواقهم، وأفرح كثيرا وخصوصا عندما أصعد على الخشبة وأجد الجمهور يردد معي أغاني وقد حفظوها عن ظهر قلب.
بريس تطوان: وهل يمكن اعتبار نسب مشاهدة الفيديو كليب معيارا للنجاح؟ زهير البهاوي: ضروري أن يكون معيارا بالرغم ممن يقول غير ذلك. بريس تطوان:من النقاد من يقول أن الأغاني الحالية لا تمثل الفن الحقيقي؟ زهير البهاوي: لا يمكن الحكم بذلك، فقد تجد مثلا شريحة تستمع للأغاني القديمة وفي نفس الوقت تعجبها الأغاني الجديدة. إن تطور المجتمع يفرض نمطا جديدا وجيلا مواكبا يشكل بصمة متجددة.
بريس تطوان:ما رأيك في وضع الفنان في المجتمع المغربي؟ زهير البهاوي: الفنان لا يأخذ حقه، وكم أتيحت لنا الفرص واطلعنا على فنانين ماتوا لا يملكون شيئا وفي ظروف سيئة. كثيرة هي الحقوق التي لا يتوفر عليها، كما لا نتوفر على نقابة تناضل من أجل حفظ حق الفنان. التغطية الصحية لا نتوفر عليها. كذلك الفنان المغربي كالتاجر عندما ينقضي منتوجه ينتسى. وبعض الفنانين كان حظهم أفضل بتدخل صاحب الجلالة نصره الله. بريس تطوان: ما الذي تمثله بالنسبة لك مدينة تطوان؟ وهل تفكر في الترويج لها في معرض كليباتك سياحيا على غرار بعض الفنانين، مثل مونتانا،رضوان، صاحب أغنية دسباسيتو؟ تطوان في دمي، وإن شاء الله لم نصل بعد لذلك المستوى، لكن أكيد هي نُصب عيني وهدفي أن أطور منها وأعلي اسمها كمبتغى أسمى، تطوان خلقت فيها وسأموت فيها إن شاء الله.
بريس تطوان: صف بكلمة واحدة الأسماء التالية؟ سعد المجرد: أخي. نادر الخياط: قدوة. الدوزي: أطيب خلق الله. توتو: الرجولة. مونتانا: رائع. المغرب التطواني: في الدم. بريس تطوان: ما هو طموح زهير البهاوي؟ وماذا تقدم للأجيال القادمة كنصائح؟ زهير البهاوي:الإنتشار في العالم العربي ثم العالمية إن شاء الله. أنصح الأجيال القادمة بالدراسة أولا، لا تأخذوا عني غير الإيجابي واتركوا الأخطاء، أكيد أنني أخطأت في حياتي، أهملت دراستي مثلا، ولا أحب أن يهملوا دراستهم، وعليهم أن يقتنصوا الفرص. بريس تطوان: ما الموقف الذي شكل لك نقطة تحول؟ زهير البهاوي:أغنية "سالا ليا الصولد"، عندما عرضتها على أصدقائي لم تنل إعجابهم، قالوا أنها لن تنجح، لم أحظ بأي كلمة تشجيع، لكن عندما تم طرحها حققت نجاحات كبيرة ولله الحمد، ثم بعد ذلك اتصلت بي شركة "أورونج".