عكس الأوهام التي كانت دائما تقوم بترويجها بعض ساكنة مدينة تطوان ونواحيها بأن لهم حظوة ومكانة بمدينة سبتة، ويدخلونها فقط بجواز السفر دون حاجة إلى التأشيرة، وذلك بفضل الجوار الجغرافي وعامل القرب، والتاريخ المشترك، لكن الحقائق على الأرض تقول غير ذلك تماما. في هذا الصدد أفاد أحد العاملين في مجال قطاع السياحة والفندقة بسبتة، لجريدة "بريس تطوان"، أن معظم الوافدين من تطوان ونواحيها لا يجلبون معهم سوى المشاكل والإزدحام والاختناقات المرورية إلى المدينة، فغالبيتهم لا يبيتون في الفنادق وخصوصا المصنفة، كما لايأكلون في المطاعم، بحيث يقتصر دورهم على شراء البضائع الرخيصة من السوق الممتاز "ليدل" أو مخازن "طاراخال" (Contraband) وهي بضائع في مجملها تتكون من الزيت والحمص والعدس والحليب والزبدة والأجبان، وعلب سمك التونة. من جهة ثانية أضاف ذات المتحدث "أن زوار سبتة القادمين من مدن الدارالبيضاء مراكشالرباط والقنيطرة ،خاصة فئة الطبقة المتوسطة، فهم في الأمر غير سواء، لأنهم يتصرفون انطلاقا من خلفية فرنسية، وتقاليد مغايرة من حيث الأكل والملبس؛ إنهم يحجزون أفخم الفنادق ويتناولون العشاء في المطاعم المصنفة على ضوء الشموع ، كما أنهم يعتبرون زبناء أوفياء لبعض محلات الماركات العالمية الشهيرة، ومحلات بيع الساعات والمجوهرات والإكسسوارات الفاخرة " يقول المتحدث المذكور. كما لم يخف المتحدث ذاته تخوفه، من هروب هذه الفئة من الزبناء القادمين من جنوب المغرب عن مدينة سبتة، بسبب المعاناة الكبيرة التي يواجهونها أثناء عبورهم لمعبر "طاراخال"،وذلك بسبب فوضى التهريب، والإزدحام الشديد أثناء عملية ختم جوازات السفر بسبب تواجد العديد من الأشخاص الغير المرغوب فيهم، الذين يقصدون سبتة من أجل التسكع وممارسة أعمال اللصوصية.