تباينت آراء عدد من المواطنين بمدينة تطوان حول سبب عزوف الشباب عن الزواج، و أرجعوه إلى عوامل مختلفة.
و في الوقت الذي ربط فيه بعض ممن استقت بريس تطوان آراءهم بين الظاهرة و العامل المادي، أكد البعض الآخر أن الأمر مرده إلى تخوف الشباب من المسؤوليات المترتبة عن الزواج، في ظل انخفاض الدخل المادي للأفراد.
من جهة ثانية تحدث البعض عن اختلاف الزواج بين الأمس و اليوم بالنظر إلى الصعوبات التي يجدها الشباب المقبل على الزواج، و ازدياد متطلبات الحياة، و على رأسها السكن و العمل خاصة و أن "الزمن صعيب"، بحسب تعبير إحدى النساء التطوانيات، وقد تحدثت عن المشاكل التي يتخبط فيها عدد من الشباب المغربي من بطالة و مخدرات.
و أشار بعض المتحدثين إلى أن الزواج حتى و إن تم في ظل هذه الظروف المادية و الاجتماعي فإن مآله سيكون هو الفشل وهو ما يؤكد بحسبهم نسبة الطلاق التي تعرفها المحاكم.
العنوسة
و على صعيد آخر و في ظل عزوف الشباب عن الزواج أظهرت إحصائيات حديثة ارتفاع نسبة العنوسة بالمغرب.
و أكدت ذات المعطيات أن هذه الظاهرة لم تعد تقتصر على فئة اجتماعية معينة، بل طالت جميع فئات المجتمع المغربي.
و أشارت ذات المعطيات إلى تغير نظرة المجتمع المغربي إلى هذه الظاهرة، حيث انتقلت من مصدر قلق لدى الأسرة، على أمر عادي، وهذا راجع إلى عدة أسباب من بينها تحمل المسؤولية، والنظر إلى الزوج كأنه يقيد حريتهم، وكذلك ارتفاع تكاليف الزواج.
وتشير الإحصائيات إلى أن نسبة العنوسة بالمغرب تضاعفت بنسبة2.6 في المائة لدى الرجال، و4.6 في المائة لدى النساء ومن بينهم نساء ينتظرون أن يلتقين بالزوج المناسب لهن، أما الفئة الأخرى يفضلن أن يبقين عازبات على أن يخضعن للزواج لكي لا تقيد حريتهن، أو يفشل زواجهن وينتهي بالطلاق. وفي سياق متصل، أشارت دراسة حديثة على أن نسبة العنوسة في المغرب حددت ب 10% مقارنة بالدول أخرى، أما نسبة العنوسة بالفئات العمرية تقارب بين15 و24 سنة من الفتيات أصبحت تقارب مئة بالمائة، وأن معدل سن الزواج بالمغرب هو28 سنة لدى الفتيات و21 سنة لدى الرجال.