احتفل العالم أمس الاثنين 13 فبراير باليوم العالمي للإذاعة تحت شعار "أنتم الإذاعة"، للاحتفاء بوسيلة إعلامية تكيفت مع تغيرات العصر لتعزيز التواصل الدائم مع المتلقي وإمداده بكل الأخبار والمستجدات. وتكمن أهمية الإذاعة في قدرتها على الوصول إلى المناطق النائية والوعرة، وتوفيرها لمنصات تبادل للأخبار والإعلام مع تعزيز الحوار العام، إضافة إلى دورها الهام في حالات الطوارئ ونجدة المصابين، فضلا عن كونها إحدى الوسائل الأكثر توفيقا لتوسيع الوصول إلى المعارف، وتعزيز حرية التعبير، وكذا تشجيع الاحترام المتبادل والتفاهم ما بين الثقافات.
لا يمكن الحديث عن اليوم العالمي للإذاعة دون استحضار تجربة إذاعة تطوان الجهوية كواحدة من أقدم المؤسسات الإذاعية بالمغرب، حيث كان لها قصب السبق في المشهد الإعلامي المغربي منذ مرحلة الاستعمار حيث أنشأت السلطات الإسبانية ما سمي آنذاك "راديو تطوان" سنة 1944، الذي كان تابعا لمديرية التربية والثقافة، تحت إدارة الإسباني "دون خوان سابوبر جمان".
وشرعت في بث برامج متنوعة بما فيها النقل المباشر لبعض الأحداث الخارجية من محاضرات، و مسرحيات و غيرها، حيث كان البث يستغرق 11 ساعة و يمتد من الواحدة زوالا إلى منتصف الليل إضافة إلى البث باللغة العربية.
و تعززت البرمجة باللغة العربية تدريجيا مع قدوم صحافيين ومنتجي برامج عرب جدد، وانتقلت من ساعتين إلى 5 ساعات موزعة على فترة ما بعد الزوال من الساعة 3 إلى 5 والفترة الليلية من الساعة 9 إلى منتصف الليل.
وفي يناير 1950، تم تفويض أمر تسيير الإذاعة لشركة الاتصالات الإسبانية "طوريس كيبيدو" ثم تحولت التسمية بعد ذلك إلى راديو درسة كما رافق هذا التحول عدة تغييرات أخرى إلى أن وصلت إلى ما هو عليه الحال الآن.
مرافق الإذاعة
يتوفر مقر الإذاعة بوسط مدينة تطوان على مرافق متعددة الاختصاصات منها الخزانة الصوتية و التي تضم أرشيفا مهما يشكل ذاكرة هامة لإذاعة تطوان العريقة حيث تتوفر الخزانة على أشرطة منها ما هو غنائي وما هو صوتي وهي مسجلة في اسطوانات قديمة تعرف بالأشرطة المغناطيسية تحتوي على برامج وتسجيلات غنائية تعود إلى سنة 1984والتي تمت باستوديوهات الإذاعة في تلك الفترة.
كما تتوفر الإذاعة على قسم التحرير العربي و التوضيب وهو قسم خاص بالتحرير حيث يقوم الصحفيون بتحرير موادهم و إعداد مختلف البرامج والنشرات الإخبارية وهي قاعة مخصصة أيضا لاجتماع هيئة التحرير.
ويحتوي هذا القسم عل مكاتب مجهزة بحواسيب رقمية مخصصة بالقيام بعملية المونتاج وأخرى مزودة بالانترنيت.
و تضم المحطة الإذاعية أستوديو للبث المباشر وهو أستوديو أول خاص بالبث الإذاعي المباشر على الأمواج المحلية والوطنية ، مجهز بأحدث التقنيات الرقمية الحديثة الخاصة بتوضيب البرامج، و استوديو ثان لتسجيل المواد الإذاعية من تقارير إخبارية وبرامج الخ.. كما تتوفر بدورها على أجهزة صوتية وجهاز للتسجيل والمونتاج.
إعلام القرب
تشكل إذاعة تطوان الجهوية تجسيدا لسياسة إعلام القرب عبر انفتاحها جميع مكونات المجتمع ولا تقتصر على فئة معينة دون غيرها، لتكون الأقرب إلى المستمع قصد مشاركته في همومه وأفراحه وكل ما يتعلق بحياته اليومية، من خلال تقديمها للمستمعين برامج إخبارية ترفيهية واجتماعية إلى غير ذلك من البرامج الشاملة والقريبة من نبض المجتمع.
و تعمل المحطة الإذاعية على تقديم برامج متنوعة هدفها إشراك المواطنين في مناقشة قضاياهم، الملحة والعاجلة والتداول بشأنها على مستوى التدبير المحلي. برامج يغلب عليها الطابع المحلي باللغة العربية واللهجة الريفية الذي يحتل حيزا مهما ضمن شبكتها. منبر إعلامي يسعى للاستجابة لتطلعات و انتظارات ساكنة الجهة الشمالية للمملكة.
برامج يتم التنصيص فيها على حيز زمني هام يُعنى بالهوية والثقافة المحلية، وإعادة الاعتبار لتراثها وعاداتها ومعمارها وفنونها.
الزمن الرقمي
شرعت إذاعة تطوان الجهوية، منذ 18 يناير 2011م، في العمل بتقنية البث "الهيرتزي" الرقمي عوض البث التناظري السابق.
و كانت إذاعة تطوان بذلك أول إذاعة عمومية تابعة للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة تشرع في العمل بهذه التقنية التي من المنتظر أن تعمم على باقي الإذاعات الجهوية، وأن هذه التقنية الجديدة تتميز بجودة عالية في التقاط الصوت مع انتشار أوسع في رقعة البث وسهولة التقاطها. ومن بين الخدمات التي تقدمها هذه التقنية الجديدة، إمكانية نقل خدمات أخرى بالنسبة للأجهزة الرقمية المزودة بشاشة إلكترونية، من قبيل عناوين الأخبار وحالة الطقس وغيرها، وكذا من خلال سهولة التقاط هذه الإذاعة فقط بكتابة إسم إذاعة تطوان على شكل "سخزش-شإش". شبكة البرامج
تعمل إذاعة تطوان على تقديم شبكة من البرامج المتنوعة و على رأسها النشرات الإخبارية على مدار الساعة والتي تتميز بتغطيتها الشاملة لأخبار الجهة، إضافة إلى البرامج الخدماتية والترفيهية المباشرة كبرنامج "صباح الخير تطوان"، وكذا برامج الحوار والنقاش المباشر إلى جانب برامج الثقافة والرياضة والشباب والأطفال. كما تتميز إذاعة تطوان الجهوية ببثها، وعلى مدى ساعتين، لبرامج بالريفية تواصلا منها مع الشريحة المهمة التي تتحدث بالريفية بالجهة. و تبث إذاعة تطوان يوميا من الثامنة صباحا إلى غاية الثانية بعد الزوال على موجة ( 93.7 إف إم) باللغتين العربية والأمازيغية.