منذ دولة المرابطين وحتى الدولة العلوية خضعت الصحراء للسيادة الوطنية التي استمدت قوتها وشرعيتها من القانون الإسلامي الذي نشأ مع مولاي إدريس عن طريق البيعة الشرعية، والنظام الإداري عبر اتصال شيوخ قبائل الصحراء بالسلاطين، حيث كانوا يشتغلون بالظهائر السلطانية كمؤسسة قانونية تضفي التوقير والاحترام كما تسري على جميع مناطق المغرب. وقد تمكنت الكثير من القبائل والعوائل من هذه الظهائر التي كانت تحدد طبيعة العلاقات والانتماءات في كينونة النظام السلطاني، ومن بين العوائل والقبائل الصحراوية نجد دار بالاعمش ، اوجارات، تجكانت، والطالب إبراهيم بن امكبارك التكلي، كما نجد من تقاضى مرتبات شهريا كما العينين على عهد مولاي الحسن. وبالنسبة لمنهج التعبد فقد كان ومايزال المذهب المالكي هو الإطار المرجعي للفتوى والجمعة وكان المواطنين والسلطان حريصون على اتباع احكامه، وقد نبه السلطان مولاي الحسن الطالب سيدي أحمد بن محمد بالاعمش كتابة من خلال الظهير عند توليه خطة القضاء بقبيلة تجكانت التحري والعمل وفق مذهب الإمام مالك. وبالعودة إلى التاريخ الديبلوماسي للمغرب نجد أنه هناك عدة اتفاقيات دولية سرية وعلنية تؤكد مغربية منطقة الساقية الحمراء ووادي الذهب، وأنه لم تبسيط اية دولة سيادتها على الصحراء أو انتزعتها من المغرب عبر التاريخ. وفي هذا الإطار نجد الاتفاقية الفرنسية البريطانية 5غشت 1890. وعليه فإن أوربا عليها مراجعة حقوق المغرب انطلاقا من الاتفاقيات التي شهدت كن خلالها بمغربية الصحراء واعتماد السابق يلغي اللاحق اذا تنازعت الادعاءات. وأخص بالذكر هذه الاتفاقية التي بموجبها تم الاعتراف بالحماية البريطانية علة جزر زنجبار و يومبا في المحيط الهندي مقابل السماح لفرنسا باحتلال الصحراء الوسطى المغربية للحصول على ممر في اتجاه النيجر وبحيرة اتشاد مع احترام فرنسا للحدود المغربية من فكيك إلى نواديبو بموريتانيا، مما يدل على أن اسم الصحراء الاسبانية كانت أرضا مغربية. ففي 1578 حكم المنصور الذهبي حتى نهر السنغال، وأن أصل الدولة العلوية من صحراء تافيلالت وهي علاقة تربط المناطق الصحراوية بنظام الحكم ، كما أن الاستعمار تعامل مع المغرب ككيان يضم الصحراء وليس معزولا عنها. وموضوع الصحراء أصبح ملفا لتصريف المشاكل السياسية ووسيلة للاحتجاج الداخلية والخارجية وأصبح آلية لردود الأفعال على الأحداث الإقليمية والداخلية ارتبط بالتاويل لمفاهيم سياسية وتنموية بهدف عرقلة أي تطور. واليوم رغم كل التآمرات والنكد ومحاولات النيل من حقوق المغرب فإن الواقع دال على صدق التاريخ والدين والحكم … وليتأمل كل عاقل في التاريخ الذي أريد له أن يزور أمام أعين العالم .. وهذه بعض المخطوطات وابوثائق التي تبين العلاقة الوطيدة بين الصحراء ومغربها أو المغرب وصحرائه.
الدكتور احمد درداري رئيس المركز الدولي لرصد اﻷزمات واستشراف السياسات