: يحضر معنا الدكتور خالد بنجدي أستاذ العلوم السياسية ومنسق الإجازة المهنية للصحافة والإعلام بالكلية المتعددة التخصصات بتطوان. دكتور بداية أهلا وسهلا بك؟ ج) شكرا على الإستضافة من طرف بريس تطوان شكرا على الزملاء على هذا اللقاء العلمي. بريس تطوان: بداية هل لكم أن تحدثوننا عن تجربتكم كمنسق للإجازة المهنية للصحافة والإعلام؟ ج) للحديث عن التجربة مرتبط أساسا بسنتين أصبحت مسؤولا للاجازة المهنية للصحافة والاعلام، على امتداد سنتين هذه التجربة كانت تجربة مميزة، تجربة استطاعت أن تراكم العديد من الاشياء الايجابية بحيث استطعنا أن ننجز العديد من اللقاءات العلمية مع العديد من رموز الاعلام الوطني والمحلي والجهوي والدولي. أيضا انفتحنا فيها على العديد من الاشخاص والدارسين والباحثين الذين يهتمون بالحقل الإعلامي عموما. الكلية المتعددة التخصصات ومن أجل أن تجسد هذا الامتداد حاولت أن تكرم احد رموز الاعلام وهو الفقيد السابق الذي كان أحد رموز الإعلام البارزة في الحياة السياسية والمغربية والذي تمت تسمية الاستوديو الموجود داخل هذه المؤسسة باسمه وهو الفقيد محمد العربي المساري. بريس تطوان: نلاحظ ان الجانب النظري في شعبة الاجازة المهنية للصحافة والاعلام يطغى على الجانب العمل التطبيقي، ما هو تفسيركم لهذا الأمر علما أن الكلية تتوفر على مؤهلات ومرافق إعلامية هامة مثل المركز السمعي البصري ؟ بريس تطوان: صحيح أن الدراسة مرتبطة في مجال الإجازة المهنية للصحافة والإعلام هي دراسة يجب أن تأخذ منحيان منحى يتعلق بالجانب النظري ومنحى آخر يتعلق بالجانب التطبيقي، أعتقد أن بعض الأساتذة بما فيهم الأستاذ بوتبقال، استطاع أن يطرح العديد من المحاور التي لها ارتباط أساسي بالممارسة الميدانية، أيضا الاستوديو الموجود داخل المؤسسة يمكن استثماره في أي لحظة وفي أي لقاء حينما تسمح الفرص أو تتاح لذلك. و نحن نحاول في المحور المتعلق بالدورة الربيعية أن ننخرط مع جميع الطلبة في اطار تمرين ميداني الذي يقوم به الطالب أو الطالبة في العديد من المؤسسات الاعلامية من أجل بلورة و صقل المهارات النظرية في إطار الممارسات العلمية، ولذلك القيمة المضافة من الدراسة التطبيقية هو أن يقوم الطالب بإخراج تلك الحمولة النظرية في إطار الممارسة التطبيقية التي يقوم بها داخل هذه المؤسسات الاعلامية حتى يفهم الطالب العديد من العناصر والعديد من المعطيات المرتبطة بالمجال الاعلامي. في اعتقادي أن هناك توازنا كبيرا بين الجانب النظري وبين الجانب التطبيقي بريس تطوان: ما هي الافاق المستقبلية في شعبة الاجازة المهنية؟ ج) هذا سؤال في الحقيقة مهم نظرا لكون أنه يفتح على المستقبل. طلبة الإجازة المهنية للصحافة والإعلام في السابق كانوا ينفتحون على أفق ماستر قانون ووسائل الاعلام ولذلك يبقى هذا السؤال مشروعا لكن في اعتقادي أن دراسة الاعلام والاتصال مرتبط ايضا بمختلف الحقول المعرفية الأخرى . فالشهادة تساعد الطلبة على أن يكونوا اكثر اهتماما واكثر انشغالا من مختلف الطلبة الآخرين، والقيمة المضافة أن هؤلاء الطلبة يستطيعون الإنخراط في المستقبل في العديد من المسالك نظرا للتعدد والتنوع الموجود لديهم. بريس تطوان: مادمنا نتحدث عن الآفاق المستقبلية هل فعلا سوق الشغل في مسيس الحاجة إلى هذه الشعبة ؟ ج) أنا أعرف أن هناك العديد من الطلبة وأقول هذه المسألة بكل صراحة وصدق كانوا يقرأون في اطار سلك الاجازة المهنية للصحافة والإعلام ونظرا لكفاءتهم أولا ونظرا لقدراتهم ونظرا لإلمامهم الواسع بمجال الاعلام استطاعوا ان يشتغلوا مع العديد من القنوات الاعلامية وهم الآن أصبحوا يديرون هذه المؤسسات الإعلامية وأصبحوا أكثر فاعلية نظرا للاستمرارية التي قدموها داخل هذه المؤسسة بالإضافة إلى ذلك سوق الشغل في اعتقادي ليس محصورا على جانب الشهادة فقط وانما يجب على الطالب او الطالبة ان يمتلك نوعا من الكفاءة العلمية هذه الكفاءة العلمية تكون محددا حقيقيا وأساسيا يساعد هؤلاء الطلبة من أجل أن يفرضوا وجودهم داخل الساحة الاعلامية عموما وداخل بعض المؤسسات الاعلامية جهوية أو محليا خصوصا. بريس تطوان: ما هي التحديات التي واجهتموها هذه السنة في شعبة للاجازة المهنية للصحافة والاعلام ؟ ج) التحدي الكبير الذي كان هاجسا بالنسبة لي والذي كنت أتابع وأرصد سلوك الطلبة من خلال هذا الموسم الجامعي هو أنني كنت أسعى جاهدا من أجل أن أبلور تصورا ورؤية يستطيع من خلالها هؤلاء الطلبةأيستفيدوا من هذه التجربة وأن يستفيدوا من هذه الدروس والملاحظ؛ وأقولها بكل صراحة وهنا أريد أن أفتح قوسا لكي أقو لأن هناك طلبة في سلك للاجازة المهنية للصحافة والاعلام طلبة على درجة كبيرة من الوعي وهناك كذلك طلبة يريدون تطوير قدراتهم. لكن يلاحظ على أن هناك ارتباكا وبعض عناصر البطء الذي يجب تجاوزه ومن خلال هذا المنطلق، ففي اعتقادي أن التحدي الكبير والخطير هو التحدي العلمي فعلى جميع الطلبة أن يتسلحوا بالعلم والمعرفة، وكلما تمكنوا من إزالة هذا التحدي ولذلك نحن نريد في نهاية المطاف أن نرى طلبتنا وهم يتحملون المسؤولية في العديد من القطاعات الإعلامية الواعدة حتى يستطيعوا أن يكونوا رسلا لهذه المؤسسة يدافعون عن القضايا الوطنية ويدافعون كذلك عن القضايا المتعلقة بالمؤسسات الدستورية ويستطيعوا ان يكونوا بمثابة ذلك الوهج الذي يضيئوا للجميع ويستفيدوا منه الجميع ولذلك كل ما اقترن العلم والمعرفة كلما استطاعت هذه المنارة ان تذهب بعيدا وان تضيئة وان تحقق نتائجة ايجابية وملموسة. بريس تطوان: بصفتك منسق لشعبة الاجازة المهنية للصحافة والإعلام ما هو تقييمكم للمستوى المعرفي للطلبة في المجال الصحفي؟ ج) هو في الواقع الإجازة المهنية سنة واحدة، و رغم الجهود المضنية التي تبذل فيها ورغم التعاون الحديث الذي يكون احيانا بين الطلبة والاساتذة ورغم الإسهامات التي نريد أن نطور بها إيقاع هذا المسلك؛ إلا أننا نلاحظ على أن هناك عينات في الحقيقة تشكل استثناء وتستطيع أن تكون في المستقبل أطرا قادرة على بلورة صورة رجل الصحافة وتستطيع كذلك أن تكون قطاعا واعدا يستطيع أن يمتلك ما يسمى بمهنة الممارسة الصحفية، لكن هذا مشروط أيضا بتوسيع دائرة القراءة ومشروط أيضا بتكريس الجهود حول المعرفة لأن الصحافي الناجح هو ذلك الصحفي الذي يكون مطلعا ومهتما بجميع القضايا وليس قضايا الاعلام والاتصال فقط، وانتم تعلمون أن الكفاءات الموجودة في أكبر القنوات والمؤسسات الاعلامية العملاقة هم صحفيون يمتلكون إلماما واسعا ولهم قدرات كبيرة ولهم اطلاع على مختلف حقول المعرفة لكون أن الصحفي حينما يتحدث ترى فيه الباحث التاريخي وترى فيه عالم السياسة وترى فيه شخصا ملما بالمعطيات الاقتصادية وغيرها. بريس تطوان: قبل الختام ما هي القيمة المضافة للتكوين الذي تم بشراكة مع هيئة الاعجاز العلمي والكلية المتعددة التخصصات ومركز الدراسات والأبحاث في شؤون الهجرة والذي حضر فيه الاعلامي الكبير في قناة الجزيرة غسان ابو حسين؟ ج) صحيح أن هذا اللقاء العلمي الذي دام 3 أيام لعبت فيه هيئة الاعجاز العلمي بشمال المغرب دورا مركزيا ومحوريا لكون أنها هي التي قامت بالعديد من المساعي من أجل استضافة هذه الشخصية غسان أبو حسين بتنسيق و بشراكة مع الكلية المتعددة التخصصات بتطوان وكذلك بشراكة مع مركز الدراسات والأبحاث في شؤون الهجرة. هذا التنسيق بين هذه المكونات الثلاث خلص إلى شيء جوهري هو أن طلبة الإجازة المهنية للصحافة والإعلام بهذه الكلية العتيدة استطاعوا أن يستفيدوا من تجربة ميدانية ومن دروس تطبيقية ولذلك كان هدفنا هو أنه في إطار نهاية هذا الموسم الجامعي أن تنتقل مختلف الدروس والقراءات النظرية إلى دراسات تطبيقية لذلك الأمر ليس مرتبطا بالأستوديو فقط، و إنما مرتبط باستضافة العديد من الجهات الإعلامية التي يمكن أن تكون قيمة مضافة لطلبتنا في الإجازة المهنية للصحافة والإعلام ولذلك هيأة الإعجاز العلمي والكلية المتعددة التخصصات بتطوان ومركز الدراسات تعتبر أحد الأعمدة الحقيقية التي ساهمت وستساهم في المستقبل من اجل أن تستضيف العديد من الأطر وهي الآن مقبلة على تحديد برنامج في المستقبل القريب أي في السنة المقبلة على أن تعمل على استضافة فريق بكامله وليس شخصا واحدا. هذا الفريق الذي يشتغل بهذه الشبكة وبهذه المؤسسة الاعلامية سيقوم ببلورة جملة من الدروس التطبيقية في إطار نوع من الممارسة العملية حتى يستفيد طلبتنا وحتى يحملوا على صقل مواهبهم وحتى يكونوا قادرين على تطوير رؤاهم وتصوراتهم، ولذلك نحن لا نقف في هذا الحد وإنما نذهب أبعد من ذلك، حتى بالنسبة للبحوث التي ستنجز في إطار سلك الماستر أو في سلك الدكتوراه والتي لها ارتباط قريب بمجال الاعلامي والسياسة. من إعداد: إسماعيل إحسيوتن .سفيان الرزاقي/بريس تطوان