يبدأ هذا الشريط بمرتيل و ينتهي بآخر شاطئ سبتة الغربي قبل احتلالها وينتهي اليوم بباب سبتة أو الفنيدق وهو عبارة عن كورنيش أي شريط عمراني ساحلي أقيمت على طوله اليوم مجمعات سكينة و مصطافات و مرافئ سياحية وفنادق مثل كبيلة وريستينكا والأمين و باهية أسمير و ألمينا و قصر الرمال تتخللها مدينة (المضيق). (بحر الرملة) يقع جنوبي مضيق جبل طارق بين سبتة وقصر المجاز تحف سواحله رمال كثيرة ويكثر فيه المرجان وترابط السفن في مأمن من الرياح في ميناء سبتة أو (حفرة عتار) و خليج بليونش. ( البكري، وصف إفريقيا الشمالية، ترجمة دوسلان الجزائر ص 203 عام 1913).
(باب سبتة ) مركز مرور بين سبتةالمحتلة و الفنيدق الذي أصبح اليوم مدينة تكاثر سكانها بسبب ازدهار التجارة مع سبتة وقد أقيمت فيها عمارات ودكاكين وجامع كبير ومساجد صغرى ( حتى داخل الأسواق) والزاويا منها زاويتان تجانيتان و تمتد اليوم عمارتها على طول الطريق المؤدية في مناظر خلابة عبر (بحر الرملة) إلى القصر الكبيروطنجة. ويظهر أن (الفنيدق) كانت مركزا اقتصاديا منذ عهد الموحدين لوقوعها قرب مرسى سبتة وقد عثر فيها أخيرا على (791) قطعة نقدية ذهبية وأخرى فضية 8 في مكان يدعى دوار المرجة. ويمتد من مرتيل إلى واد لو بحدود غمارة شاطئ يبدأ بأمسا ثم (تمرابط) ثم لمرثوب (تمرنوت حاليا) ثم أوشتام حيث استقرت سلالة أندلسية منها العلامة المرير وهي قبيلة بني سعيد ثم شاطئ مراميا. وقد شرع رومانيون باتفاق مع المغرب في إقامة مرسى سياحية في مرتيل يصاد في منطقتها ولكن المشروع توقف عمليا على ما يظهر (بحر بستول) هو المساحة البحرية الواقعة جنوبي سبتة وهي تمتد إلى الرأس الأسود Cabo Negro ويسميه صاحب اختصار الأخبار باسم (أبي التسول) ( النزهة الإدريسي ج2 ص528/ الاستبصار ص 137). وهكذا نلاحظ أن شريطا ساحليا كان يمتد من مرتيل على شاطئ البحر الأبيض المتوسط إلى طنجة عبر سبتة و القصر الصغير وكانت داخل سبتة نفسها مراكز تندرج في هذا الشريط مثل (بزبخ) وهي قرية كانت تقع داخل سبتةالمحتلة بالساحل الشرقي بين قرية (النارنج) المدرسة وقرية بليونش وقد تحث عنهما محمد بن القاسم الأنصاري السبتي في كتابه ( اختصار الأخبار عما بثغر سبتة من سني الآثار ص 26 و 56). خلاصة تاريخ سبتة بالأثر و المأثور لمحمد السراج ص35). أما القصر فقد بناه يعقوب المنصور مكان قصر مصمودة، وقد نزل به (عام 586ه/1190م) ( ابن عذارى _ البيان المعرب ج4 ص 134) ويسمى أيضا ( قصر المجاز) لأن المجاهدين كانو يبحرون منه إلى الأندلس وقد استولى عليه البرتغال عام 863ه/ 1458م.
منشورات جمعية تطاون أسمير “تطوان عاصمة الشمال ومنبع إشعاعها” للكاتب عبد العزيز بن عبد الله