مرت شهورا قليلة عن انتخاب المجلس الجماعي لجماعة جبل الحبيب بكل هياكله، وكانت اللمسة الأولى هي وضع قانون داخلي للمجلس وانتخاب لجانه ثم الانتقال في خطوة أوليه إلى فحص ملفات الجماعة بغرض وضع إستراتيجية عمل تكون بمثابة حجر الأساس للتغلب على الصعاب والمشاكل العويصة التي تعيشها الجماعة على كل المستويات وعلى رأسها المرفق العمومي العام بالجماعة وهو إرث تراكم على مدى 40 سنة .
والحقيقة أن هذه الجماعة كانت عبارة عن ملك خاص تصرف فيه أشخاص بعينهم استنزفوا كل مقدراتها دون عطف ولا شفقة ولا مراعاة من طرف السلطات وكانت المجالس القروية وبالضبط مكاتبها مجرد أداة مسخرة مسلطة تنفذ أوامر من صنعها وهكذا أصبحت جبل الحبيب تلفظ أنفاسها ما بعد الأخيرة إن لم يبذل المجلس الحالي مجهودات جبارة تبدأ قبل التفكير في المنجزات إنقاذ ما يمكن إنقاذه ونهج سياسة تقشفية معقلنة وجعل كل مرافق الجماعة فاعلة تخدم المواطن ولا تبتزه وتتلاعب بمصالحه لأن أي عمل جاد لن يكلل بالنجاح إن لم تتظافر فيه رغبة الجميع ... ولقد اكتشف المجلس الجديد نموذجا يقتدى به وهو عبرة ونسخة أصلية للفساد وأن جماعة جبل الحبيب بالفعل جثة لما انكشف بحسب ما تردده ساكنة جبل الحبيب أنه في الوقت الذي ثارت ساكنة طنجةوتطوان ضد طغيان شركة أمانديس الفرنسية كانت مازالت بعض المحلات التجارية لبعض المستثمرين المحليين تنعم بالإنارة على حساب ميزانية جماعة جبل الحبيب، لما يقرب عقدين من الزمن حيث عداد الكهربة العمومية لمدشر الجبيلة يستفيد منه المشروع بينما غرق المدشر طول تلك الفترة في الظلام الدامس ونفس الشيء تقريبا انطبق على إحدى المحلات الأخرى الموجودة على الطريق الرئيسية.
إن الفترة القصيرة من عمر المجلس لا تكفي بالمرة لإعطاء استنتاج بمدى قدرته على مواجهة التحديات؟ لكن هذا لا يمنع أن نتساءل في أمور يكون الجواب الصحيح عليها مؤشرا للتفاؤل لأن ثلاثة شهور من عمر المجلس تكفي لأن تكون مداخيل السوق الأسبوعي ارتفعت بنسبة النصف على الأقل ؟ و أن يكون المكتب الوطني للكهرباء قد قلل من ابتزاز الزبناء على صعيد تزويد الإنارة وتركيب العدادات من أمكانها الحقيقية ؟ بل هل توقف البناء العشوائي والمحسوبية والزبونية ؟ وهل وُزعت المهام للساسة أعوان الجماعة كل بحسب ما نص عليه قرار تعيينه ؟ وهل مصلحة البيطرة مازالت تستخلص الجبايات بالمخ والكبد ؟ وهل الهدر المدرسي الفريد من نوعه بجبل لحبيب مازال مطروحا بحدة ؟ و جامع الحمراء التي اندثرت منذ أكثر من عقد من الزمن مازال فقيه الصلوات الخمس يستخلص أجرته ؟ و هل قرأ المستشارون القانون الداخلي للمجلس ؟ وهل استطاعوا قراءته بنسخته الوسخة من طابعة قذرة ؟
أسئلة وغيرها كثير تنتظر أجوبة كافية لشفاء غليل الساكنة.