إصلاح وتجديد وتزويق الطرقات ؟ أي تضحيات وأي مصاريف وأي نتائج وثمار تُجنى ؟ منتجع "الرأس الأسود" (كابو نيغرو) نموذجا ... بعد تجديد الطريق الرابط بين مرتيل ومنتجع كابو نيكرو ، وتحويلها إلى طريق مزدوجة في خضم حملة تجديد كل الطرق الواصلة إلى مداخل ومخارج مدينة تطوان ونواحيها ، ومن بعدها الطريق الواصلة بين الرأس الأسود وملتقى الطرق ... تنقسم آراء الساكنة بين متفائل ومستبشر بالإصلاحات والمناظر الجميلة التي ترسمها الطرق الواسعة الطويلة والإنارات المضيئة المنيرة ، والتي تمضى بك في خيالات إلى بعض المناظر والصور ما كنا نشهد مثيلا لها إلا على التلفاز أو البطائق البريدية الأوروبية القديمة . وبين مشكك ومتوجس من خلال المصاريف الفاحشة التي يتم إفراغها من أموال "دافعي الضرائب" ، والظاهرة على الإنارة المبالغ فيها ، أو الترصيف والتعبيد الذي ينتهي في وقت قياسي ليخرج لنا بطرق رديئة الحال وإن كان منظرها جذابا !! ثم بعد ذلك يتم إعادة الترصيف – بأموال دافعي الضرائب دائما - لكن تبقى الرداءة على حالها . ولكم أن تسألوا السائقين الذين يرتادون طريق "مرتيل – الرأس الأسود" . هذا من ناحية، وإن وضعنا حالنا في فريق المستبشرين من الاهتمام الكبير الذي تضعه الجماعات المحلية في الطرقات التي يرتادها المغاربة ، حفاظا على سلامتهم وإدخالا للسرور في قلوبهم وتكريسا للثقة بين المسؤولين والسائلين (أولاد الشعب) . إلا أن كل هذا سرعان ما تذروه الرياح ... لنجد مثلا أنه مباشرة بعد إتمام ترميم وتجديد وتنميق وتزويق الطرق المؤدية إلى منتجع الرأس الأسود حتى تم حذف خط الحافلات المؤدية منه وإليه . حيث الآن لا يمكن الوصول إلى كابو نيكرو إلى لمن كانت له سيارة خاصة . وزيادة على ذلك وإضافة للكرزة على الكعكة ، فحتى إن استطعت الولوج للمنتجع بسيارتك الخاصة ، فلا يمكنك مثلا الدخول عبر الطريق الواصلة إلى "الكورنيش الجديد" التي كان يرتادها جل من يذهب إلى كابو نيكرو بسيارته قصد الاصطياف مع عائلته، ولعل مسلسل دمقرطة الشواطئ الذي بدأ في التسعينات في القرن الماضي سيبدأ بإعادة أدراجه ، ليصير المنتجع التاريخي حكرا على "صفوة" المجتمع من أصحاب الأموال المغدقة، ويصير الاستبشار بكل خطوة إيجابية في الظاهر ، تقوم بها الجماعات ، ما هي إلا ابتئاس وشؤم في الباطن على عموم المغاربة.