انطلقت اليوم الاربعاء بتطوان فعاليات اللقاءات الدولية المغربية الإسبانية الجامعية، وهمت الجلسة الافتتاحية للتظاهرة ،التي تشرف على تنظيمها جامعة عبد المالك السعدي والجامعة الدولية الاندلسية، موضوع الهجرة في سياقها الدولي. وفي كلمة لنائب رئيس جامعة عبد المالك السعدي حسن الزباخ، أوضح هذا الأخير أن هذه التظاهرة تسعى إلى تقريب وجهات نظر الاكاديميين والباحثين المغاربة والاسبان في مختلف القضايا التي تستأثر باهتمام المجتمع والبحث العلمي والاكاديمي من اجل تعزيز التقارب والتفاهم والمساهمة من موقعه التربوي والعلمي في التغلب على اشكاليات التي تستأثر باهتمام المجتمع الدولي بكل أطيافه. وأضاف أن اختيار موضوع الهجرة في سياقها العالمي كموضوع رئيسي للقاء الاول ،يأتي من قناعة أن هذه الاشكالية وباعتبارها تشكل تحديا اجتماعيا واقتصاديا وأمنيا عالميا، فإنها تستدعي جهدا مشتركا للقضاء على أسبابها ومسبباتها، وبحثا متواصلا للحيلولة دون توسع خريطتها، التي قد تسبب الضرر لكل الدول بدون استثناء. وأبرز ان الجامعات ومراكز البحث العلمي مدعوة بدورها إلى دراسة ظاهرة الهجرة بمقاربات علمية وأكاديمية متنوعة المداخل للمساهمة في الاحاطة بكل ما يتعلق بالموضوع ،وتقديم اقتراحات وتوصيات عملية لمواجهة هذا التحدي الذي تنامت حدته عالميا في الآونة الاخيرة. ومن جانبه، قال الرئيس الاسبق لحكومة الاندلس مانويل تشافيس إن موضوع الهجرة هو شأن عالمي وقضية معقدة تنذر بمزيد من المشاكل إن لم تحسن الدول التعاطي معها في الوقت المناسب وتوفر لها الامكانات اللازمة لمواجهتها. وشدد على أن كل دول الاتحاد الاوربي مدعوة بشكل مستعجل الى نهج سياسة موحدة وموضوعية ومندمجة تتطلب ،من جهة المساعدة في استتباب الامن في كل مناطق التي تعاني من التوترات والمواجهات العسكرية وتوفير أسباب التنمية في الدول المصدرة للهجرة والحد من شبكات تهريب البشر التي تنشط في اكثر من منطقة ،ومن جهة اخرى وضع استراتيجيات استباقية للحد من تفشي ظاهرة الهجرة التي لا تعني دولة دون أخرى، وايجاد الحلول الدائمة لها عوض الحلول المؤقتة . وبعد ان نوه بالمبادرات المغربية في التعاطي مع شأن الهجرة وادماج المهاجرين في المحيط الاقتصادي والاجتماعي وتسوية اوضاعهم، رأى السياسي والاكاديمي الاسباني ان المجهودات التي يبذلها المغرب واسبانيا لمواجهة الهجرة وتوفير الحلول الممكنة لها وفق امكاناتهما الذاتية يجب ان تشكل نموذجا للتعاون الدولي في المجال. يذكر أن أشغال اليوم الثاني من فعاليات اللقاءات الدولية المغربية الإسبانية الجامعية، التي تحتضنها ملحقة كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بطنجة، ستخصص لتدارس موضوع يهم قضايا المرأة في المغرب وإسبانيا في جوانبها الاجتماعية والتشريعية والمبادرات التربوية والمدنية والمؤسساتية المواكبة للموضوع.