بقلم: حسن علاج دماغك, تلك الألة هائلة القدرات التي يجهل أغلبنا قدرتها الحقيقية و طريقة عملها المثلى, و لا يستخدم معظمنا إلا نسبة جد ضئيلة مما نقدر على استخدامه, تخيل معي أنك اشتريت هاتفا ذكيا من أخر الصرعات التكنولوجية و لا تستعمله إلا للإتصال العادي فما الفرق إذن بينه و بين أقدم هاتف متنقل على الأرض؟يرن فتجيب و ترن فيجيبون … سيكون خسارة فادحة المبلغ الذي دفعته لقاءه؟؟؟ أما إن اطلعت على دليل استعماله أو استعنت بخبير لتعلم استخداماته المتعددة و النافعة فإنك ستستفيد منه أيما استفادة و لن تندم على المبلغ الذي دفعته إزاءه , أترك الهاتف على جنب و لنعد لموضوعنا الدماغ البشري و ستكون قد ربطت المعنى و علمت المغزى, هذا الدماغ البشري يزن في المتوسط عند الولادة 400 غرام تقريبا إلى أن يصل وزنه مع البلوغ 1300 الى 1400 غرام هذا الوزن الذي يمثل حوالي 2 في المئة من اجمالي وزن الجسم, تعتبر نسبة 73 في المئة منه عبارة عن ماء و 60 في المئة من كتلته الصلبة عبارة عن دهون ,يستخدم الدماغ نسبة 20 في المئة من الأوكسجين المستنشق و لتغذيته يحتاج لضخ 20 بالمئة من الدم و هكذا يمر به يوميا ما مجموعه 1000 من اللترات ,هاته الأوعية الدموية الكثيرة التي تستوعب هاته الكمية تقدر طولها بحوالي 750 كلم و قد حبانا الله تعالى بالشريان السباتي مباشرة من القلب لتغطية الدماغ بما يلزم. الخلايا التي تشكل هذا الدماغ تقدر بحوالي 100 مليار خلية، العدد الذي يمثل تقريبا نصف عدد النجوم المتواجدة بمجرة درب التبانة بالكامل, و هذا العدد الهائل من الخلايا ليس من نفس النوع بل يوجد حوالي 10000 نوع مختلف, يحث حوالي 100000 ألف تفاعل كيميائي داخل أدمغتنا في الثانية الواحدة، و يقوم خلال اليوم بإنتاج طاقة كهربائية حوالي 25 واط و هي كافية لإنارة مصباح, تنتقل الإشارات العصبية بين الخلايا بسرعة حوالي 420 كلم/الساعة و إذا شبهناه بكمبيوتر فسيتمكن من معالجة 38 ترليون عملية في الثانية الواحدة و هو أسرع 585500 مرة من أسرع جهاز كمبيوتر في العالم, أما مساحته التخزينية فلا نهائية و لن نتمكن أبدا من ملئها عن أخرها. بعد كل هاته المعلومات عن القدرة الخارقة لأدمغتنا لا يأتي أحد و يردد بعد الأن أن دماغي لا يستوعب أو دماغي بطئء أو ما شابه من هاته المبررات فكما رأينا قدرات الدماغ هائلة و فقط نحتاج للتعلم كيف نستخدمها و هذا ما سوف نتعلمه معا في الخطوات المقبلة من خطوات تطوير أدائنا الدراسي.