أكدت أسبوعية (المشهد) في عددها الأخير، أن حسم المعركة العسكرية ضد الانفصاليين، حول (البوليساريو) إلى إرهابيين في منظمة القاعدة ومهربين للسلاح والبشر والمخدرات. وكتبت الأسبوعية في افتتاحيتها أن حسم هذه المعركة، " فتح الباب أمام تحولات أخرى لم تكن منتظرة، تحولت معها فلول هؤلاء الأخيرين (انفصاليو البوليساريو) إلى إرهابيين في منظمة القاعدة، ومجرمين في شبكات تهريب السلاح والبشر والمخدرات، وأخيرا إلى مجرمين قتلة، يقطعون الرؤوس مثلما يفعل إرهابيو +القاعدة+، وزادوا عليها بالتمثيل الوضيع بالجثث، الذي يشكل عارا في جبين الإنسانية ". وأبرزت الافتتاحية الإنجاز العسكري المغربي، الذي يعود له الفضل الكبير في الانعطاف الذي شهده النزاع المفتعل حول الصحراء ، في أواخر ثمانينيات القرن المنصرم والمتعلق بإقامة الجدار الدفاعي المحصن للأقاليم الصحراوية المسترجعة. وسجلت أنه منذ سنة 1987، التي شهدت استكمال الجدار المذكور، فقد الانفصاليون زمام المبادرة العسكرية، وفقدوا إمكانية مفاجأة القوات المغربية وأصبحت عملياتهم العسكرية بابا مشرعا على الهزيمة والاندحار والانتحار. وأضافت أنه يمكن فهم الكثير من التحولات والانعطافات في مسيرة هذا النزاع المفتعل انطلاقا من بناء هذا الجدار، مشيرة إلى أنه يصعب تفسير الانتفاضة ضد (البوليساريو)، والتحاق عدد من مؤسسيها وقادتها بوطنهم الأم، وقيام عشرات الدول بسحب اعترافاتها ب"الجمهورية الصحراوية" الوهمية، دون الانطلاق من هذا الإنجاز العسكري المغربي الكبير. من جهة أخرى، شددت أسبوعية المشهد على أن لوبيات حرب جزائرية تشكلت مستفيدة من هذا النزاع المفتعل، " يصعب أن تتخلى عن مصالحها، التي تسخر لها عناصر البوليساريو لخدمتها". وأكدت أن "هذا الوضع هو الذي يقف اليوم عائقا أمام تقدم مسلسل المفاوضات حول الصحراء، ويفسر المأزق، الذي وصلت إليه حاليا، رغم الموقف الإيجابي والمتحضر، الذي سلكه المغرب، ورغم إرادته وحسن نيته، التي ظل متمسكا بهما، ورغم مبادراته المتقدمة لتجاوز التعثر والعراقيل، وآخرها مبادرة الحكم الذاتي، التي حظيت وما زالت بالإشادة والاعتراف على المستوى الدولي، وعلى صعيد الأممالمتحدة، باعتبارها مبادرة واقعية وذات مصداقية". وحول المفاوضات حول الصحراء، أشارت الأسبوعية إلى أن "المحادثات تتحرك، حاليا، دون أفق واضح، بعدما فضحت التطورات الأخيرة بروز إرادتين لا لبس في توجهاتهما، إرادة التسوية، التي يعبر عنها المغرب ويعمل من أجلها ويجتهد بصياغة مبادرة متقدمة تستجيب لأهدافها، وإرادة العرقلة، التي تعبر عنها الأطراف الأخرى، التي لم تعد تكتفي بوضع العصا في العجلة، وإنما انتقلت، من خلال أحداث العيون، إلى أعمال إرهابية، يدرك المنتظم الدولي مدى خطورتها ". وخلصت إلى أنه وبعد ثماني جولات من المحادثات حول الصحراء، تحت إشراف الأممالمتحدة، يتعين على المنتظم الدولي أن يتحمل مسؤولياته كاملة، لجعل الأطراف الأخرى تفهم جيدا أنها باتت تلعب بالنار، وأن الحل الأمثل للنزاع المفتعل هو مخطط الحكم الذاتي، الذي تتوفر فيه كل شروط التوصل إلى حل سياسي، يخدم مصلحة شعوب المغرب العربي والأمن الإقليمي، ويجنب مخاطر منطقة الصحراء الكبرى والساحل، التي تنذر المجتمع الدولي.