عقد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير السيد مصطفى الكثيري،مساء أمس الجمعة ببروكسيل،لقاء مع أعضاء الجالية المغربية المقيمة في بلجيكا تمحور حول المراجع التاريخية للمملكة والذاكرة المشتركة باعتبارها قيمة مضافة في معرفة وثقافة وتربية الأجيال المغربية الشابة المقيمة في الخارج. ويندرج هذا اللقاء التواصلي الحواري،الذي يتواصل على مدى يومين في مدينتي لييج وأنفيرس،في إطار تخليد الذكرى السبعين لمعركة جومبلو (12-16 ماي 1940) التي شارك فيها 100 ألف محارب مغربي استجابوا لنداء الراحل صاحب الجلالة الملك محمد الخامس في 3 شتنبر 1939 من أجل تحرير البلدان الأوروبية من الاحتلال النازي. وأشاد السيد الكثيري،الذي أعطى لمحة حول المراحل التاريخية لهذا الفصل الهام في الحرب العالمية الثانية الذي شاركت فيه كتائب مغربية في أوروبا،خاصة في بلجيكا وهولندا،بهؤلاء المحاربين المغاربة الذين تميزوا كقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير. وأبرز السيد الكثيري في هذا الإطار العناية السامية والمبادرات الحميدة التي يخص بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس أسرة قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير،مؤكدا على إسهام هذه الأسرة في قيم المدنية والمواطنة والولاء والوطنية. كما شدد على ضرورة الحفاظ على هذه الذاكرة التاريخية،مشيرا بالخصوص إلى الأهمية التي تحظى بها "الذاكرة المشتركة" من خلال إشراف المندوبية السامية على أبحاث وإصدارات من أجل توظيفها كقاعدة وثائق ومصدر للمعرفة يتعين نقله للأجيال الشابة. وأوضح السيد الكثيري في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن هذا اللقاء يتوخى تركيز اهتمام الجالية المغربية المقيمة في بلجيكا بالذاكرة التاريخية المشتركة التي تشكل مخزونا تراثيا غنيا بالأعمال والسلوكيات, التي تكرس القيم الإنسانية والعالمية التي يتعين على الجميع الحفاظ عليها. وقال السيد الكثيري إن هذه القيم تمثل مرجعا ينبغي تقديمه لشباب الجيلين الثالث والرابع حتى ينهلوا منه ويفتخروا بانتمائهم لبلدهم. وأضاف "عندما نذكر بالتاريخ المجيد للمغرب, نبين لبلدان الاستقبال أن المغاربة كانوا دائما حملة رسالات للإنسانية والمواطنة والوطنية", مشيرا إلى أن "الجالية المغربية تعد أيضا بمثابة قيمة مضافة للتقريب بين الشعوب". وأوضح المندوب السامي أن المغاربة المقيمين ببلجيكا مدعوون للانخراط في هذا الورش المفتوح للذاكرة التاريخية و"تثمين تاريخنا المشترك الذي تنخرط فيه جميع المكونات الوطنية للبلاد". واقترح السيد الكثيري إحداث شبكة جمعوية للشباب لنشر هذا التراث المشترك بغية تدارك النقص الثقافي والمعرفي حول هذا التاريخ, مضيفا أن الأمر يتعلق بعمل يتطلب تدبيرا مشتركا وتعاونا نموذجيا بمشاركة الجميع. حضر هذا اللقاء, على الخصوص, ممثلون عن مؤسسة الحسن الثاني للأعمال الاجتماعية لقدماء العسكريين وقدماء المحاربين, والجمعية الوطنية لقدماء المحاربين, والقنصل العام للمغرب ببروكسيل السيد عمر كنعان, وعدد من المنتخبين من أصل مغربي وشخصيات أخرى.