اعتقلت عناصر الشرطة الولائية للشرطة القضائية أخيرا، صحافيا ينتحل صفة وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية ، من أجل النصب، ومواطن مشارك في العملية، فيما لا زال البحث جاريا عن صحافي آخر في حالة فرار. وكشفت مصادر مطلعة أن المتهم الثالث المبحوث عنه يعمل مدير نشر ورئيس تحرير مجلة، فيما المتهم الثاني رئيس قسم العلاقات العامة بالمجلة نفسها، وأنهما كانا ينتحلان مجموعة من صفات مسؤولين بالإدارات العمومية، والادعاء لضحاياهم أنهم أصدقاء أو أقرباء مسؤولين آخرين من أجل الضغط عليهم لتسريع البت في ملف أو قضاء غرض لشخص طلب وساطتهما. وجاء إيقاف المتهمين، حسب ما أكدت المصادر ، بعد أن تدخل المتهمان لفائدة الشخص الثالث، المعتقل بدوره، إذ اتصل أحدهما، عبر الهاتف المحمول للأخير، بعناصر الشرطة، وأخبر مجيبيه أنه وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية الزجرية كما استفسره عن مآل مسطرة تتعلق بالضرب والجرح ما بين الجيران وطلب منه أن يسرع بضبط وإيقاف المشتكى به في القضية. وأخبرت عناصر الشرطة وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية الزجرية بالأمر، فنفى ربطه الاتصال بعناصر الشرطة من أجل إعطاء تعليمات حول القضية سالفة الذكر، كما أمر بفتح بحث في الموضوع وإيقاف منتحل صفته. وركزت عناصر الأمن سالفة الذكر بحثها على الرقم الهاتفي الذي ربط الاتصال بعناصر الأمن، وبعد أن تمكنت من تحديد صاحبه، تم إيقافه، فأكد أنه بالفعل طلب وساطة المتهمين سالفي الذكر في قضية تتعلق بنزاع بينه وبين جيرانه، والتي طال البحث فيها دون أن يتم القبض على المشتكى به، كما اعترف بأنه كان رفقة المتهم الذي انتحل صفة وكيل الملك لحظة اتصاله بعناصر الشرطة، وأن الاتصال تم بواسطة هاتفه المحمول. وقدم الموقوف معلومات عن الشخصين اللذين سلمهما مبلغا ماليا مقابل التوسط لحل مشكلته بعد أن أخبراه أن لهما علاقات وطيدة مع رجال الأمن والقضاء، فتم إيقاف أحد الصحافيين، فيما تمكن رئيس التحرير من الفرار. وأظهر تنقيط المبحوث عنه أنه من ذوي السوابق العدلية في مجال النصب والاحتيال والتزوير والمساعدة على الهجرة غير الشرعية وإصدار شيك بدون رصيد، إذ تبين أنه كان يسلم بطاقات صحافة إلى بعض الأشخاص من الراغبين في الهجرة السرية ويدعي تكليفهم بمهمة خارج ارض الوطن، وبعد الحصول على التأشيرة يتسلم منهم مبالغ مالية ويسافرون إلى وجهتهم ويبقون هناك. ومن المنتظر أن يكشف إيقاف المبحوث عنه مجموعة من عمليات النصب وانتحال الصفة التي قام بها، وكذا الجهات التي استهدفت بهذه العمليات.