استفاقت واحة فجيج الهادئة بطبعها يوم الاثنين 17 دجنبر 2012 على وقع مسيرة احتجاجية عفوية صاخبة نظمها اصحاب شاحنات نقل مواد البناء ( رمال ،حجارة ...الخ ) انطلقت من امام مقر الباشوية وجابت شوارع المدينة واستمر الاحتجاج طيلة يوم الاثنين حيث اخذ اشكالا متعددة ( مسيرات ،وقفات احتجاجية امام مقر البلدية والباشوية ، بساحة 20 غشت مثلا ...الخ ، وقد رفع المحتجون شعارات معبرة على سلمية المسيرة وحضارتيها و على اوضاع التهميش والحكرة وخطر الهجرة والبطالة والفقر الذي يحوم بسكان الواحة في غياب ادنى الخدمات حيث اعتبروا الاجراءات المفاجئة ودون سابق انذار التي اقدمت عليها السلطات الامنية والتي طالت بعض ارباب الشاحنات ، كالحجز على بعض الشاحنات مع تغريم اربابها ما مجموعه مبلغ 3 ملايين سنتيم ومطالبتهم بضرورة الحصول على الترخيص من طرف حوض ملوية في الوقت الذي يقومون فيه بأداء ما يلزم من واجبات للمجلس البلدي ،إجراءات راى اصحاب الشاحنات انها تعسفية وظالمة بل اجراءات تقطع رزق العديد من الاسر الفقيرة والمغلوبة على امرها ،كما عرفت المسيرة تضامنا تلقائيا من طرف اصحاب المقاولات والعمال المرتبطين ارتباطا مباشرا او غير مباشر بقطاع البناء بل تضامن حتى اصحاب المتاجر التي اغلقت ابوابها عن اخرها حيث تعذر على السكان التزود بمختلف المواد الغذائية الاساسية وذلك في شكل اضراب عام . و اثناء الوقفة الاحتجاجية امام مقر الباشوية طلب السيد الباشا من المحتجين انتداب لجنة للحوار الا ان المحتجون من غير ارباب الشاحنات رفضوا واعتبروا ان تضامنهم ودعمهم لهذه المسيرة مناسبة للتعبير عن المشاكل العامة التي يتخبط فيها سكان الواحة ومعاناتهم اليومية مع انعدام ادنى الخدمات في الكثير من القطاعات كقطاع الصحة ومشكل التشغيل ...الخ بل طالبوا بحضور مسؤولين على اعلى مستوى واعتبروا السلطات المحلية والمجلس البلدي المنتخب عاجزان على حل هذه المشاكل وبالتالي فان أي حوار يعتبر غير مجدي. انها اذن رسالة انذارية يوجهها السكان الى المسؤولين مفادها ضرورة الانكباب على حل المشاكل الهيكلية الحقيقية التي تعيشها الواحة منذ مدة والتي تؤدي الى هجرة جماعية والى اتساع دائرة الفقر والهشاشة بعيدا عن انصاف الحلول والحلول الترقيعية. وللإشارة فان قطاع البناء يعتبر من بين القطاعات الحيوية التي تعتمد عليها الدورة الاقتصادية للواحة حيث يشغل يد عاملة جد مهمة اغلبهم من الاسر المعوزة (من مقالع الرمال الحجارة مقاولات النجارة الحدادة محلات بيع الصباغة الزليج محلات بيع الادوات الكهربائية والاسمنت ...الخ وبالتالي على المعنيين بالأمر التعامل معه بشكل عقلاني وبحكمة وتبصر خاصة في ظل الهشاشة التي تعاني منها الواحة. ولنا عودة الى تفاصيل اخرى في مقال لاحق.