تعي العديد من مساجد مدينة وجدة وخصوصا الموجودة بوسطها في الآونة الأخيرة، توافد وتقاطر مجموعة من الأشخاص يحملون الجنسية السورية من أجل التسول والاستنجاد بالمصلين من أجل أن يجودوا عليهم بصدقة، وهو منظر غير مألوف لدى المصلين وإن كانوا قد ألفوا وتعودوا على رؤية ومشاهدة متسولين مغاربة من مختلف الفئات العمرية يترددون بشكل يومي ومستمر على بعض أبواب المساجد عند أوقات الصلاة ،إضافة إلى أشخاص آخرين ينحدرون من دول جنوب الصحراء، الذين ازداد عددهم بشكل ملفت للنظر في السنوات الأخيرة بالمدينة التي تحولت من نقطة عبور، إلى مكان للاستقرار بعدما شددت إسبانيا الخناق على معابرها الحدودية لمنع دخول المهاجرين إلى أراضيها ولا سيما في ظل الأوضاع المالية والاقتصادية الصعبة التي تعيشها دولة إسبانيا شأنها شأن مجموعة من الدول الأوروبية. ومن جهة أخرى، فقد شهدت مدينة وجدة دخول العديد من السوريين عبر الشريط الحدودي بين المغرب والجزائر، هروبا من جحيم الحرب التي تدور رحاها في دولة سوريا التي حصدت الآلاف من الأرواح الأبرياء، أمام صمت رهيب للمنتظم الدولي الذي لم يتجرأ على اتخاذ قرارات صارمة اتجاه نظام بشار الأسد الذي حول سوريا إلى دمار وخراب ومقابر جماعية لمدنيين سوريين عزل. الأمر الذي دفع بالعديد من ساكنة هذا البلد إلي النزوح إلى مجموعة من الدول المجاورة الأخرى خوفا على أنفسهم من بطش نظام بشار الأسد و«شبيحته»، وبحثا عن السلام والأمان والغذاء أيضا.