أمام موجة الحرارة المفرطة التي تشهدها مدينة وجدة، لم يجد سكان المدينة إلا بعض النافورات الموجودة بالساحات العمومية خصوصا تلك المسماة "البحر" المقابلة لمحكمة الاستئناف، للتخفيف من شدة القيظ، في حين عمدت مجموعة من الأسر الوجدية التي تتوفر لديها الإمكانيات المادية إلى شد الرحال نحو شواطئ الجهة الشرقية للاستجمام والهروب من الحرارة الشديدة التي تخيم على مدينة الألف سنة. ودفعت شدة الحرارة مجموعة من الوجديين المضطرين إلى التنقل تحت أشعة الشمس الحارقة نظرا لظروف اشتغالهم أو قضاء حوائجهم اليومية، إلى الاستعانة برشاشات مياه بلاستيكية من الحجم الصغير لتخفيف شدة الحرارة المفرطة بعد ملئها بالماء البارد، وهو الأمر الذي ساهم في انتشار الباعة المتجولين الذين يتاجرون في هذه الرشاشات التي يزداد عليها الإقبال بمدينة وجدة خلال كل فترة صيف نظرا لمناخها القاري شبه الصحراوي. ويبقى الأطفال الصغار من بين اكبر المتضررين من شدة الحرارة المفرطة التي تشهدها المدينة، في ظل عدم قدرة المسبح البلدي الواقع بحديقة للاعائشة الذي لم يفتح أبوابه في وجه المتوافدين عليه إلا في بداية شهر رمضان، بعد أن ظل مغلقا في وجه السكان منذ سنة 2008 تاريخ تدشينه من طرف صاحب الجلالة، على استيعاب عدد المتوافدين عليه .. وفي الوقت الذي يعد فيه المسبح البلدي هو الفضاء العمومي الوحيد المفتوح في وجه السكان وما يترتب عن ذلك من ازدحام ومشاكل تنظيمية، تعمد مجموعة من الأسر التي لا تسمح لها ظروفها المهنية بالتنقل إلى المدن الشاطئية بالجهة الشرقية، إلى الاستعانة بالمسابح الموجودة ببعض الفنادق المصنفة أو بعض المسابح الخاصة التي بدا بعض أصحاب رؤوس الأموال بالمنطقة إلى الاستثمار فيها، مستغلين في ذلك الحرارة المفرطة التي تشهدها وجدة صيف كل سنة في ظل غياب أي بنية تحتية وترفيهية تتماشى والطبيعة المناخية للمدينة. وبينما تلجأ أغلبية الوجديين الذين تظل عيونهم ترقب مؤشرات الحرارة المثبتة على واجهات الوكالات البنكية، إلى وسائل تقليدية في مقاومة الحرارة المفرطة من قبيل استعمال "النشاشات" والمروحيات الهوائية واستعمال المنشفات على الرأس بعد تبليلها بالماء، اضطرت العديد من العائلات، خصوصا تلك لديها أطفال رضع أو أشخاص طاعنين في السن إلى اقتناء مكيفات هوائية لتخفف عنهم شدة الحرارة وتزيد في ارتفاع المصاريف اليومية وفي ثمن فاتورة استهلاك الكهرباء. وتظل الفضاءات الخضراء، خصوصا الموجودة منها بالمدخل الرئيسي للمدينة على مستوى الطريق الوطنية رقم 2 ، هي المتنفس الوحيد للسكان خلال الفترة الليلية.