اعتداء جمركيين على باشا بالناظور فتحت الإدارة العامة للجمارك والضرائب غير المباشرة تحقيقا داخليا حول اعتداء تعرض له باشا بلدية بني انصار، على يد جمركيين يعملون بالمحطة البحرية بميناء الناظور. وأكدت المصادر أن المعنيين بالحادث تم استدعاؤهم إلى مقر المديرية الجهوية للجمارك لمنطقة الشمال الشرقي من أجل الاستماع إلى إفاداتهم حول المنسوب إليهم، وتحديد ملابسات تعنيفهم مسؤول الإدارة الترابية بالمدينة، على خلفية نزاع بين الطرفين، سرعان ما تطور إلى اعتداء جسدي. وأحيطت نتائج التحقيق بالكثير من التكتم، سيما بعد محاولات لم تفلح في طمس القضية، بعد تشبث الباشا في البداية بتطبيق القانون، قبل أن تصل أصداء الحادث إلى الإدارة العامة للجمارك التي أمرت بموافاتها بتقرير حول النازلة. ووفق معلومات حصل عليها ، تعود ملابسات النزاع بين الطرفين إلى الأسبوع الماضي، حين تدخل الباشا لاستفسار ثلاثة جمركيين حول اعتدائهم على مستخدم إحدى شركات النقل البحري داخل باحة الميناء، بعد أن قام بتوثيق الحادث بواسطة هاتفه الشخصي، وهو ما أثار حفيظة عناصر الجمارك. وذكر شهود عيان أن عناصر الجمارك الثلاثة تدخلوا بعنف في محاولة لنزع الهاتف من الباشا، وأسقطوه أرضا، ثم عمد أحدهم إلى جره من جيبه بالقوة، ما أدى إلى تمزيق جزء من سرواله. وأكدت المصادر ذاتها أن بعض العاملين بالميناء هرعوا لإنقاذ الموقف، فيما حاول بعض عناصر الجمارك الذين التحقوا بالمكان تهدئة الوضع، ليدخل بعد ذلك الباشا في ما يشبه الاعتصام، إذ ظل مرابطا داخل سيارته الرسمية لأزيد من ساعتين ونصف. من جانب آخر، حل بالمكان المدير الإقليمي للجمارك ومدير الشؤون الداخلية بعمالة الناظور، فيما فضل رجال الأمن بمفوضية الميناء التزام الحياد، وإتاحة الفرصة لأطراف عديدة دخلت على الخط لطي الملف وديا، غير أن الباشا ظل متشبثا بمتابعة المعتدين، قبل أن ينسحب من مكان الحادث. وعلمت «الصباح» أن باشا بلدية بني انصار تربطه علاقة قرابة بالمستخدم المعتدى عليه، ما جعله يتدخل لمعرفة ملابسات خلافه مع بعض رجال الجمارك بالميناء قبل تعرضه بدوره للاعتداء. وذكرت مصادر متطابقة أن جمركيين استفسرا المستخدم المذكور في البدء داخل قاعة المسافرين حول شارته المهنية (البادج)، ما جعله يدخل في خلاف معهما، قبل أن يشرع في لومهما بشدة، وفي طريقه إلى ساحة مقابلة دخل في خلاف آخر مع ثلاثة عناصر جمركية عنفوه وأسقطوه أرضا، لينقل إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاجات الضرورية.