مراكز الفحص التقني لوسائل النقل في قفص الاتهام “اشعل الضو.. خدم السويكلاص.. دير الكلاكسون… يالها دوز..”، هي ذي تجليات اختبار الفحص التقني الذي خضعت له سيارة أجرة من الحجم الصغير بالمركز المخصص لهذه العملية المفروض على سيارات الأجرة اجتيازها. وقبل مغادرة المركز والتأشير على وثيقة الصلاحية، لم ينس أمني كان يوجد بالمركز أن ينصح «سمحمد» السائق الذي يشتغل على متن «طاكسي صغير»، بأن يصلح “الكالوري” الذي شابه الصدأ، وهو حاملة الأمتعة الموضوعة فوق سقف السيارة من نوع «فياط أونو» التي خضعت للفحص. هم عينة من سائقي سيارات الأجرة من الصنف الأول والثاني، وسائقي حافلات النقل الطرقي التي تربط بين المدن، ممن يعتبرون أن الفحوصات التقنية التي تخضع لها السيارات والحافلات، التي يسوقونها، «مجرد عمليات شكلية لاتمت لواقع وحالة العربة بصلة». مناسبة حديثهم اجتياز العربات التي يشتغلون عليها، وهي في معظمها وسائل للنقل العمومي، للفحص التقني الذي يفرض عليهم اجتيازه لاختبار مدى صلاحية هذه العربات للسير والجولان وتأمين رحلات على مدار اليوم لزبائن لا يجدون عنها بديلا. فحص يفترض أنه يقف على مدى توفر العربات التي تخضع له على شروط السلامة، وصلاحية هيكلها وجميع مكوناتها من فرامل وعجلات وهيكل لتأمين سفريات آمنة على الطرقات. لكن عندما تغيب «المراقبة الصارمة»، تحل مكانها في مراكز فحص سيارات الأجرة، فحوصات شكلية، «تؤدى عند اجتيازها بعض الإتاوات»، قال سائق طاكسي صغير إن العديد من المتدخلين فيها يطلبونها. «للجريدة عن تفاصيل عملية الفحص، حيث قالا إن «الكل يطلب فقط مقابل ما يقوم به من واجب»، فيتعدد المتدخلون الذي يعتبرون الفحص التقني «مناسبة للكسب»، حتى من يتكلف بعملية «رش مبيد» معين، لا يدرك السائقون مدى جدواه أو فعاليته، أو تأثيرة على مستقلي السيارة من الركاب أو السائق، عدا أن المكلف ب “الرش” بدوره «يطلب ثمن خدمته». هي سلوكات تصدر عن بعض المتدخلين، غالبا ما تثير استياء السائقين، فيرضخ لها البعض مكرها، ويرفضها البعض الآخر محتجا. لكن المستسلمين لها يخافون من رفض التأشير على صلاحية العربة التي تشوبها شائبة، لذلك يعتبرونها «خدمة مقابل خدمة». خدمة تفسر استمرار جولان العديد من سيارات الأجرة التي تعتبر مجرد هياكل مهترئة، تفتقد لأدنى الشروط التي ينبغي توفرها في وسيلة نقل عمومية، تقل على متنها عشرات من الركاب جيئة وذهابا. ليس سائقو سيارات الأجرة وحدهم ممن يشتكون من «العملية الشكلية للفحص التقني»، بل إن سائقين لحافلات النقل الطرقي، صرحوا قالوا إن «بعض الحافلات التي يشتغلون على متنها تفتقد بدورها لأدنى الشروط»، ومنها «ضعف حالة العجلات، وضعف الهياكل وهشاشتها أحيانا، وانكسار بعض زجاجها»، كما «أن حافلات أخرى تقطع مئات الكيلومترات تربط بين مدن من الوسط وصولا إلى الجنوب، تساقطت كراسيها، وغزاها الترقيع»، ورغم هذا وذاك «تجتاز الفحوصات التقنية بدون أدنى اعتراض». هي عملية تنظيف «شكلية فقط» تكتفي بالترقيع، تكون مؤهلا لهذه العربات لاجتياز اختبار الفحص والعودة إلى الطرقات ب «أمن وأمان». أمر يرى فيه المهنيون «ضررا يلحق بهم، إن رفضوا الامتثال للمشغل، وخطرا يحدق بأرواح الركاب». غير أن مصدرا من مركز للفحص التقني رفض الافصاح عن هويته قال «إن العملية ليست بالسهولة التي يدعيها السائقون. وأن مراكز الفحص تسهر على تأمين السلامة القصوى التي ينبغي توفرها في كل عربة تخضع للفحص، بناء على مراقبة مشددة»، لذلك نفى «وجود أي تساهل في مراكز الفحص»، معتبرا ملاحظات بعض السائقين مجرد «إدعاءات لا تستند إلى الواقع».